} السودانيون في “دبي” و”الشارقة” و”جدة” و”الرياض” و”الدوحة” و”مسقط” و”لندن”، مثال للانضباط والتقيد بنظام العمل، والالتزام الصارم بقواعد المرور، وقوانينه، فلن تجد أحداً منهم (يركن) سيارته في (طرف) الشارع، دعك من (وسطه)، كما يفعلون هنا في شوارع الخرطوم (الهاملة)!!
} مساء أمس الأول صادفني مشهد غريب على السلوك العام، ومخالف للقانون، لكنه يتكرر يومياً في الكثير من طرقاتنا.. شاب (جريء) على القانون يقبع داخل سيارة (فور ويل درايف) بلوحات (استثمار)، متخذاً قلب شارع الأسفلت (موقفاً) وفي المسار (الخطأ)، وذلك قبالة (النادي العائلي)، طريق (نادي الضباط)، والحركة بالتأكيد تتعسر ثم تتوقف تماماً..!! ولا ينفع مع الشاب العنيد (بوري) ولا زعيق، ولا (كوراك)، ويصر مع سبق الإصرار والترصد أن الشارع (فاتح) وأنه (واقف صاح)!!
} ثم يأتي رجل شرطة من رجال تأمين الأندية المجاورة، فيقنعه – على طريقة (باركوها) – بإرجاع السيارة إلى الخلف (متراً واحداً)، مع الاحتفاظ بمكانه في قلب الشارع، على أن تتحرك السيارات من (المسارين) في مسار (واحد)، لأن (ملك زمانه) قد حجز لنفسه وسيارته المسار (الثاني)!!
} بالله عليكم في أي دولة زرتموها يحدث هذا.. غير “الخرطوم”؟! هل رأيتم مشاهد مشابهة في “أسمرا” الفقيرة، أو في “أديس أبابا” عاصمة التسعين مليون نسمة، وهل رأيتم شيئاً من هذا القبيل في شوارع “القاهرة” التي يفصل بين السيارة والأخرى فيها “سنتميتر”؟!
} طبعاً.. من رابع المستحيلات أن يفكر مثل هذا الشاب أو غيره من السودانيين، مجرد تفكير، في أن يفعل فعلته القبيحة هذه في أي زاوية أو ركن من أركان مدينة “دبي”، ولا شك أنه زارها ورأى بأم عينيه كيف يُعاقب المخالفون لقواعد المرور هناك!!
} المغتربون السودانيون – وغيرهم من الجنسيات – في الإمارات وبريطانيا والولايات المتحدة وشتى بقاع العالم المتحضر، يجتهدون أيما اجتهاد كي يتحاشوا (غرامات) شرطة المرور الباهظة في ما يتعلق بمخالفات (مواقف) السيارات!! عقوبة (الوقوف الخطأ) في الطريق العام قد تكلف عاملاً بالخليج (ربع) راتبه الشهري!!
} شرطة المرور في “الخرطوم” وكل مدن السودان يهمها تحرير إيصالات مخالفات (ربط الحزام)، ولا يعنيها كثيراً أن يسد أحدهم شارعاً رئيسياً بلغت تكلفة سفلتته (مليار جنيه للكيلو متر الواحد)، لمدة نصف ساعة، بسبب الاستهتار والتجاسر على القانون!!
} إننا نطالب مدير شرطة المرور، ومدير مرور ولاية الخرطوم، بأن يدفعا بمئات الضباط والجنود إلى شوارع الخرطوم لمدة (ثلاثة أشهر فقط)، لرصد وتحرير إيصالات غرامة وفق القانون، للمخالفين يومياً بالوقوف الخاطئ، ابتداء من شارع الاسبتالية بالخرطوم وإلى شارع الدكاترة بام درمان، وشارع “علي دينار” جوار مستشفى أمبريال و(المجهر)، وشوارع الجمهورية، والبلدية، والسيد “عبدالرحمن”، وموقف جاكسون حيث (الهرجلة) و(البرطعة) من الحافلات والبصات والناس، وشارع (واحد) بالعمارات جوار المطاعم والكافتريات، وشارع المشتل بالرياض، وشارع (المعونة) ببحري حول سوق “سعد قشرة”، ومنطقة المطاعم بالصافية، وحول الأسواق من الكلاكلات إلى سوق أم درمان و”الحاج يوسف”، ومن منطقة السوق المركزي إلى (جبرة).. و.. و…و…!! ثلاثة أشهر فقط من حملات منظمة وصارمة، وسينصلح الكثير من الحال المائل.
} فوضى عارمة لا حد لها ولا حدود، ولا رادع، ولا حسيب ولا رقيب.
} خصصوا خطاً ساخناً ورقماً مفتوحاً للبلاغات، وانشروا ثقافة احترام الشارع العام بعقوبات رادعة، وسحب السيارات المخالفة (بالونش) واحتجازها (أسبوعاً) لدى مكاتب المرور، وفرض الغرامات على العابثين بالنظام العام في البلد (هذا هو أساس النظام العام الحقيقي، وليس متابعة البناطلين والتي شيرتات).
} لماذا يتأدبون في “دبي” و”الشارقة” و”الرياض” و”جدة” ويستهترون بالنظام العام هنا في بلدهم، ثم يلعنون البلد؟!!
} كل عام و”الخرطوم” أكثر حضارة وانضباطاً.
صحيفة المجهر السياسي
[/JUSTIFY]