الأمانة وأنواعها‏

الأمانة وأنواعها‏
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :{ أَدّ الأمانة إلى من ائْتَمَنَكَ ، ولا تَخُنْ مَنْ خَاَنَكَ } حديث صحيح .
الأمانة هي ضد الخيانة ، وهي كلمة واسعة المفهوم ، يدخل فيها أنواع كثيرة منها : * الأمانة العظمى : وهي الدِين والتمسك به ، قال تعالى : [ إِنّا عَرَضْنَا الأَمَاَنَةَ عَلَى السّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنّهُ كَانَ ظَلوماً جَهُولاً } الأحزاب ٧٢ .. قال القرطبي في تفسير هذه الآية : ” الأمانة تَعُمُّ جميع وظائف الدين وتبليغ هذا الدين أمانة أيضا ، فالرسل أُمَنَاء الله على وحيه ” قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :{ ألا تأتمنوني وأنا أمين من في السماء ، يأتيني خبر السماء صباحاً ومساءً } صحيح مسلم .. كذلك كل من جاء بعدهم من العلماء والدعاة ، فهم أمناء في تبليغ هذا الدين ، وكل ما يأتي من أنواع يمكن دخولها في هذا النوع
* كل ما أعطاك الله من نعمة فهي أمانة لديك يجب حفظها واستعمالها وفق ما أراد منك المُؤْتَمِنْ ، وهو الله جلّ وعلا ، فالبصرُ أمانة ، والسمعُ أمانة ، واليدُ أمانة ، والرِجْلُ أمانة ، واللسان أمانة ، والمال أمانة أيضا فلا يُنفق إلا فيما يُرضي الله .
* العِرْضْ أمانة : يجب عليك أن تحفظ عِرْضَك ولا تُضَيّعَهُ ، فتحفظ نفسك من الفاحشة ، وكذلك كل من تحت يدك ، وتحفظهم عن الوقوع فيها ، قال أُبَيْ بن كعب رضي الله عنه :” من الأمانة أنّ المرأة أُؤْتُمِنَتْ على حفظ فَرْجِها .
* الولد أمانة : فحفظه أمانة ، ورعايته أمانة ، وتربيته أمانة .
* العمل الذي تُوكَلْ به أمانة : وتضييعه خيانة ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال :{ إذا ضُيّعَتْ الأمانة فأنتظر الساعة ، قال : كيف إضاعتها يا رسول الله ؟ قال: إذا أُسْنِدَ الأمرُ إلى غير أهله فأنتظر الساعة } صحيح البخاري .. وقال صلى الله عليه وسلم لأبي ذر لما سأله أن يُوَلِيهِ قال: { يا أبا ذر ! إنك ضعيف ، وإنّها أمانة ، وإنّها يوم القيامة خزي وندامة ، إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها } صحيح مسلم .
* السّرُ أمانة : وإفشاؤه خيانة ، ولو حصل بينك وبين صاحبك خصام فهذا لا يدفعك لإفشاء سِرّهِ ، فإنه من لؤم الطباع ، ودناءة النفوس .. قال صلى الله عليه وسلم :{ إذا حدّث الرجل بحديث ثم التفت فهي أمانة } ، ومن أشد ذلك : إفشاء السر بين الزوجين ، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :{ إن من أعظم الأمانة عند الله يوم القيامة : الرجل يُفْضِي إلى امرأته وتُفضي إليه ، ثم ينشر سرّها } صحيح مسلم .
* ْالأمانة بمعنى الوديعة : وهذه يجب المحافظة عليها ، ثم أداؤها كما كانت :[ وَالذينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونْ ، وَالذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظونْ ، أُؤلَئِكَ هُم الوَارِثونْ ، الذين يَرِثونَ الفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدونْ ] .. الحمدُ لله كثيراً كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سُلطانه .

هنادي محمد عبد المجيد
[email]hanadikhaliel@gmail.com[/email][/SIZE]

Exit mobile version