ذكر اللسان و غفلة القلب‏

ذكر اللسان و غفلة القلب‏
ذِكْرُ اللّهِ عزّوجَلّ من أعظم الأعمال وأفضل القُرُبات إلى الله ، وقد جاء في فضله والأمر به والحث عليه عشرات النصوص ، منها قوله صلى الله عليه وسلم :{ ألا أنبّئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليكِكُم وأرفعها في درجاتكم ، وخير لكم من إنفاق الذهب والورق ، وخير لكم من أن تَلْقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم ؟
قالوا : بلى ، قال : ذكر الله تعالى } رواه الترمذي وابن ماجه.
وأكملُ الذكر ما تواطأَ عليه القلب واللسان ، ثم ماكان بالقلبِ وحده ، ثم ما كان باللسان وحده ، وفي كل ٍ أجرٍ ، إن شاء الله تعالى .
قال النووي رحمه الله : « الذكر يكون بالقلب ، ويكون باللسان ، والأفضل منه ماكان بالقلب واللسان جميعاً ، فإن اقتصر على أحدهما فالقلب أفضل » .
ولكن ،، نبه العارفون بأحوال القلوب على أن الذّكر الذي يقتصر على اللسان دون القلب قليل الجدوى ، وأن ثمرتَهُ ضعيفة ، قال ابن القيّم رحِمَهُ الله : « وهي أنواع : تكون بالقلب واللسان تارة ، وذلك أفضل الذكر ، وبالقلب وحده تارة ، وهي الدرجة الثانية ، وباللسان وحده تارة وهي الدرجة الثالثة .. وأفضل الذكر ما تواطأ عليه القلب واللسان ، وإنما كان ذكر القلب وحده أفضل من ذكر اللسان وحده ، لأن ذكر القلب يُثمِرُ المعرفة ، ويهيّج المحبة ، ويثير الحياء ، ويبعث علي المخافة ، ويدعو إلى المراقبة ، ويزع – أي يمنع – عن التقصير في الطاعات والتهاون في المعاصي والسيئات ، وذكر اللسان وحده لا يوجب شيئاً منها ، فثمرته ضعيفة » .
نسأل الله أن نكون من عباده الذاكرين الشاكرين ، وأن يعيننا على ذكره وشكره وحُسن عبادته ، اللهم آمين

هنادي محمد عبد المجيد
[email]hanadikhaliel@gmail.com[/email][/SIZE]

Exit mobile version