أيها المواطنون الأحرار لقد ظلت القوات المسلحة تجدد إعلانها والتزامها بوقف إطلاق النار استكمالاً لسلام دارفور الذي تأطر في اتفاقية أبوجا 2006م إلا أن حركة العدل والمساواة المتمردة ظلت تسعى دائماً لهدم ما تم من اتفاقيات وتمارس الخروقات لكل إعلان من الحكومة لوقف إطلاق النار، حيث قامت في يوم 13/1/2009م بالهجوم على قوات حركة تحرير السودان الموقعة على اتفاق أبوجا، واحتلال مدينة مهاجرية، لخلق واقع جديد على أعتاب المفاوضات المتوقعة بالدوحة بعدما استباحت المدينة قتلاً وتشريداً وإحراقاً للمنازل ومحاكمات للمدنيين بتهمة التعاون مع الحكومة بشهادة قوات اليوناميد الموجودة بالمدينة.
ومنعاً لتكرار ما حدث لقوات الاتحاد الإفريقي بمدينة حسكنيتة في 29/9/2007م وبعد فشلهم في مواجهة القوات المسلحة، حيث قاموا بهجوم على موقع الاتحاد الإفريقي وقتلوا وجرحوا العديد من أفرادهم واستولوا على مركباتهم ومدرعاتهم. وحينها وجه السيد وزير الدفاع بدفع قوات لدخول منطقة حسكنيتة وتأمين وتقديم كافة المساعدات وتأمين معسكر الاتحاد الإفريقي وبالفعل تمكنت قواتنا من دخول المنطقة وتأمينها تماماً. كما أكد الاتحاد الإفريقي في بيانه الصادر آنذاك أن الحكومة لم تكن طرفاً في الهجوم على المعسكرات وإن حركة العدل والمساواة المتمردة والتي قامتب احتلال منطقة حسكنيتة لأكثر من ثلاثة أشهر ظلت تروع المواطنين وظلت تقوم بأعمال النهب والسلب وقد كان الاتحاد الإفريقي شاهداً في البلاغات التي رفعتها الحكومة ضد الجماعات الرافضة لاتفاق أبوجا.
أيها المواطنون الأحرار في يوم 13/1/2009م هجمت قوات حركة العدل والمساواة المتمردة على منطقة مهاجرية لتمارس ذات الأساليب السابقة، مع وجود قوات اليوناميد وبعد فشل الجهود في إخراج قوات حركة العدل والمساواة المتمردة من منطقة مهاجرية، قررت القوات المسلحة طردهم من المنطقة، وقامت بإخطار قوات اليوناميد يوم واحد فبراير 2009م بإخلاء مواقعهم بمنطقة مهاجرية خلال أربعة وعشرين ساعة، وذلك منعاً لوقوع إصابات بين قوات اليوناميد والمواطنين، خلال عملية استعادة القوات المسلحة لمنطقة مهاجرية وحرمان حركة العدل والمساواة المتمردة من الاستفادة من مخزونات قوات اليوناميد من مواد تموين القتال (وقود وتعيينات وذخائر).
بعد انتهاء المهلة في يوم 2/2/2009م طلب الممثل المشترك للأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي مقابلة السيد وزير الدفاع لمناقشة بعض الصعوبات العملياتية الخاصة بإخلاء قوات يوناميد من مهاجرية وفي تمام الساعة الثانية بعد الظهر يوم 2/2/2009م قابل السيد وزير الدفاع الممثل المقيم والوفد المرافق حيث شرح لهم السيد الوزير خطورة ما يجري في مهاجرية من قبل حركة العدل والمساواة المتمردة والتي تهدف لتغيير الواقع في الأرض بخلق تواجد لها داخل الأراضي السودانية.
فوض السيد وزير الدفاع كبار القادة العسكريين لمناقشة التفاصيل الخاصة بالصعوبات التي تعترض إخلاء قوات يوناميد من مهاجرية، استمع المختصون لطلبات مدير عمليات قوات يوناميد المتمثلة في الآتي:
1. استحالة إخلاء قواتهم من مهاجرية خلال 24 ساعة أو أكثر والتي منحت لهم في ظل وجود أعداد كبيرة من المواطنين الذين احتموا بمعسكر اليوناميد، بعد سوء معاملتهم من قبل حركة العدل والمساواة المتمردة.
2. إخلاءهم للمنطقة في ظل وجود هذا العدد من المواطنين الذين احتموا بهم، يترك انطباعاً سيئاً نحوهم لدى المواطنين والمجتمع الدولي.
3. طلب توفير نطاق آمن (واحد كيلو متر مربع) حول معسكرهم الذي تم تحديده بالإحداثيات.
4. طلب مهلة لتعزيز قواتهم بمهاجرية وتأكيدهم لاستعدادهم لمواجهة المتمردين في حالة استخدامهم لمواقعهم أو استهداف المواطنين وأكدوا أنهم لن يسمحوا للمتمردين بالوصول إلى النطاق الآمن المتفق عليه.
خلص الاجتماع للإنفاق على كل ما تقدم ذكره وأكدت القوات المسلحة استعدادها التام لمساعدة يوناميد بكل الوسائل الممكنة التي تسهم في إنجاح مهمتهم.
أيها المواطنون الأحرار ستظل القوات المسلحة تحرس السلام وتبسط الأمن وتطهر الأرض من دنس كل معتد أثيم حماية للمواطنين واستعادة لكل موقع يطمع فيه أعداء السلام.
والله أكبر والعزة للسودان
عميد دكتور
عثمان محمد الأغبش
الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة
المصدر :smc [/ALIGN]