وشمل خطاب مشار الذي استمعت إليه الصحيفة عبر هاتف ثريا أمس، جملة من التوجيهات لقواته بوضعها نصب عينيها مصلحة المواطن الجنوبي وعدم الاعتداء عليه في كل الظروف وحمايته. بينما يخيم الغموض بصفة كبيرة على فرص نجاح قيام الجولة الأولى من المفاوضات بين الرئيس سلفا كير ميارديت ونائبه السابق د. رياك مشار اليوم بأديس أبابا عقب توقف جهود وساطة دول الإيقاد. بالمقابل، سيطرت أجواء من الخوف والذعر على مواطني الولايات الوسطى الثلاث في دولة جنوب السودان عقب أنباء تتحدث عن تحركات لقوات موالية لمشار باتجاه العاصمة جوبا، وفيما أكدت قوات قديت سيطرتها على مدينة بور، تلتئم اليوم بمقاطعة فنجاك في ولاية الوحدة أعمال مؤتمر أبناء النوير دون مشاركة رياك مشار الذي وصل أمس إلى منطقة أدوك البحر بمعية قوات كبيرة، وبموازاة ذلك، دفعت قوات مشار بتعزيزات من الناصر وصلت فنجاك ومنها إلى بانتيو عقب تجمعات للجيش الشعبي الذي يستعد لقيادة هجوم على عاصمة الولاية بغية استعادتها من قوات اللواء قوردن كونك الموالي لمشار، بينما جمعت السلطات في ولاية أعالي النيل السلاح من أبناء دينكا بور ودينكا بحر الغزال التابعين لقاعدة الرنك العسكرية بالجيش الشعبي، وقامت بترحيلهم إلى منطقة المابان تحسباً لهجوم قوات مشار على مدينة الرنك.
وفي سياق متصل، حذر الرئيس اليوغندي يوري موسفيني حذر مشار من فقدان عرض وقف إطلاق النار، وقال عقب وصوله جوبا في زيارة مفاجئة أمس: «إنه سيكون لزاماً على دول شرق إفريقيا أن تلحق الهزيمة بمشار إذا رفض عرض وقف إطلاق النار». وأضاف قائلاً: «نحن دول المنطقة منحنا ريك مشار أربعة أيام للرد، وإذا لم يفعل سيتحتم علينا ملاحقته كلنا». لافتاً إلى إمكانية قيادة عمل عسكري موحد بين دول المنطقة لمحاربة مشار. وفي السياق ذاته دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات التي جرت في جنوب السودان. وفي غضون ذلك تتجه قيادات سياسية وقبلية مقربة من الأمين العام السابق للحركة الشعبية باقان أموم للتقدم بشكوى للمنظمات الدولية حول احتجاز باقان دون سند قانوني وفق قولها، وقال مصدر مقرب من باقان لـ «الإنتباهة» إن السلطات رفضت مقابلة أحد المستشارين القانونيين لباقان أمس، في الوقت الذي أجرى فيه فريق طبي فحوصات على القيادي بالحركة الشعبية دينق ألور عقب وعكة صحية ألمت به أمس الأول.
من ناحيته، أكد وزير البترول والتعدين بحكومة جوبا ستيفن دايو، أن القوات الموالية لمشار، سيطرت على كل حقول النفط فى ولاية «الوحدة» بجنوب السودان، وطردت القوات الحكومية من هناك.
وقال دايو في تصريح لراديو «مرايا»، إن العمال الموجودين بحقول النفط في الولاية لم يتمكنوا من أداء عملهم أو الاستمرار في ضخ النفط نظراً لإغلاق الأنابيب، مشيراً إلى أن هناك مخاوف من حدوث أضرار جسيمة بالمنشآت النفطية والبيئية بحقول نفط ولاية «الوحدة».
إلى ذلك دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات التي جرت في جنوب السودان، وقال المتحدث باسم بان كي مون في بيان من نيويورك: «إن جميع أعمال العنف والاعتداءات وانتهاكات حقوق الإنسان يجب أن تتوقف فوراً، ويجب أن يعاقب المسؤولون عن الانتهاكات على أفعالهم».
صحيفة الإنتباهة
هيثم عثمان
ع.ش