** المهم، الحكومة التي فأوضت قطاع الشمال بأديس قبل أشهر، ثم وقعت معه اتفاقية (نافع / عقار)، لم تعد لديها الرغبة في التفاوض مرة أخرى، أوهكذا الرغبة المعلنة.. ولكن هناك رغبة أخرى غير معلنة، وبحاجة إلى تحديق في وقائع الأيام الفائتة بحيث ترى ملامحها، وهي الرغبة المسماة بـ (بين، بين)، يعني بالبلدي كده : (هي عايزة التفاوض بس خايفة من حاجة)، ولا أحد – غيرهم – يدري ما هي (الحاجة اللي هم خايفين منها)، وطبعاً تبقى مصيبة لو خايفين من سعد وأمثال سعد، وهم قلة، فالكل – أي الرأي العام السوداني الحقيقي – يريد سلاماً وتنمية واستقراراً سياسياً، ماعدا فئة سعد القليلة التي لاتتقن غير إثارة الكراهية بين أبناء الوطن الواحد، تارة باسم الدين وأحياناً باسم العروبة، وقد قالها سعد بلاحياء في زاويته – متحدياً – بالنص (أنا الفتى القرشي العباسي الجعلي السلفي)، فتأملوا بالله عليكم آراء صاحب هذا القول – وأمثاله – هي التي يسميها كمال عبيد بالرأي العام السوداني.. علماً بأن الأفاضل الذين يدعون الناس إلى الاقتداء بنهج السلف الصالح بصدق هم أبعد خلق الله عن التباهي بـ(قرشيتهم وعباسيتهم وجعليتهم)، لأنهم يؤمنون بأن دين الله الحنيف هو (النسب الأمثل والحسب الأفضل)، وبهذا يتباهون هكذا في نثرهم وشعرهم : (لاتسل عن عنصري، عن نسبي ..إنما الإسلام ديني وأبي)، ولا أدري كيف نجح سعد أحمد سعد في اختراق صفوف هؤلاء الأفاضل بتلك المباهاة الجاهلة..؟؟
** على كل حال، قلت هناك شواهد بأن الحكومة (عايزة الحوار وخايفة من حاجة) ؟.. أهمها : إرسال وفد للتفاوض حول منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان مع من أسموهم بـ (أبناء المنطقتين)، وكأن بإثيوبيا رابطة أو جمعية تحمل اسم (رابطة أبناء جنوب كردفان بأديس، أو جمعية أبناء النيل الأزرق ببحر دار)..ليس هناك أي طرف يصلح بأن يكون طرفاً في التفاوض مع الحكومة حول المنطقتين غير (قادة قطاع الشمال)، ولكن لسان حال الحكومة يأبى نطق اسم ذاك القطاع وأسماء قادته ، ويستبدلهم بـ ( أبناء المنطقتين)..وليس مهماً، أبناء منطقتين كانوا أم قادة قطاع الشمال، فالمهم يجب التفاوض معهم حول كيفية إعادة السلام بالمنطقتين، وليت سعد كان مقيماً بإحدى المنطقتين، لذاق لظى الحرب ولتخلى عن قرشيته وعباسيته ولحث الحكومة على التفاوض.. فلتدع الحكومة الخوف من فئة سعد المسماة عندها بالرأي العام، ولتمض نحو تحقيق السلام بالنيل الأزرق وجنوب كردفان بالتفاوض مع قطاع الشمال بلاشروط.. نعم بلاشروط، إذ ليس هناك مايمنع تحويل الشروط إلى (أجندة تفاوض)، وهذا ما حدث بنيفاشا وأبوجا وأسمرا والقاهرة مع الحركات وقوى المعارضة.. وعلى ذات النسق، فاوضوهم ..أقول قولي هذا – للرافضين الرسميين- مرفقاً معه مثلنا الشعبي (اسمع كلام الببكيك)..هذا أو واصلوا الاستماع إلى (كلام سعد البيضحكم)، إذ ليس بعد النصح أمر ..!!
إليكم – السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]