دولة الجنوب .. الغموض يكتنف الوضع العسكري

[JUSTIFY]لا يزال الوضع العسكري بدولة جنوب السودان يكتنفه الغموض بسبب تضارب التصريحات بين حكومة جوبا ومتمرديها خاصة في المناطق البترولية، بينما العمليات العسكرية الأخيرة ادت لبروز اتجاهات جديدة في السياسية الإقليمية من بينها أن يوغندا فكت ارتباطها بمجموعة «أولاد قرنق» مما يسهم تلقائيًا في دق إسفين بين متمردي السودان وكمبالا، والاتجاه الثاني يتعلق بانشقاق النوير والدينكا معًا من الجيش الشعبي، فنجد ريبكا قرنق وأبناء دينكا أبيي مثلاً من الذين انشقوا من الجيش الشعبي بجانب انشقاق قيادات النوير، الأمر الذي يؤكد أنه حتى إذ أُقيم اتفاق مصالحة أو سلام فإن جيش النوير والدينكا سيبقى مليشيات داخل الجيش الشعبي ولن يكون هناك جيش موحد، وفيما يلي تفاصيل يوم أمس من أحداث دولة الجنوب:-
قصف يوغندي زعم النائب السابق لرئيس جنوب السودان ريك مشار أن طائرة مقاتلة يوغندية قصفت مع قوات الجيش الشعبي مواقع محتلة من قبل القوات الموالية له، وقال مشار لصحيفة سودان تربيون إن طائرة يوغندية من طراز ميج «29» عند الساعة الثانية من ظهر يوم الجمعة أمس الأول قصفت مع قوات الجيش الشعبي مواقع محتلة من قبل القوات الموالية له، وقال مشار إنه لا يعرف حتى عدد الضحايا جراء ذلك القصف، لكنه أدان التدخل اليوغندي في الشؤون الداخلية لدولة جنوب السودان.
شروط المفاوضات اشترط نائب الرئيس السابق رياك مشار، إجراء مفاوضات ملائمة مع الحكومة، قبل موافقة المتمردين على إبرام هدنة. وقال مشار في حديث لشبكة «BBC» الإخبارية إن فريق المفاوضين الخاص بنا جاهز، لكن أي وقف لإطلاق النار لا بد من أن يكون جدياً، وأن يتسم بالمصداقية، ويخضع لرقابة ملائمة، وأضاف: «لا يمكن لفريق أن يكون واثقاً من التزام الفريق الآخر بوقف إطلاق النار وإن أعلن الأخير ذلك، حتى يتم وضع آليات المراقبة»، في إشارة منه إلى الإعلان أمس الأول عن موافقة جوبا على وقف لإطلاق النار. استمرار المعارك قال نائب وزير الخارجية الأوغندي هنري أوكيلو أوريم أمس السبت إن القتال مستمر في دولة جنوب السودان، وجاءت تصريحات أوكيلو أوريم بعد يوم من مناشدة قادة شرق إفريقيا الرئيس سلفا كير وخصمه ريك مشار على إجراء محادثات لإنهاء العنف، وامتد القتال إلى ست من الولايات العشر، مما أسفر عن مقتل المئات وتشريد نحو مئة ألف آخرين، وقال نائب وزير الخارجية الأوغندي لوكالة الأنباء الألمانية: إن القتال مستمر حاليًا في المناطق الواقعة حول ولايتي جونقلي والوحدة، لقد طالبناهم بالتوقف عن القتال والدخول في محادثات ولكن الحرب مازالت مستمرة. من جانبه، حذر وزير الخارجية الألماني فرانك والتر شتاينماير من امتداد أعمال العنف لولايات أخرى بجنوب السودان، مشيرًا في الوقت نفسه، إلى مقتل المئات وفرار عشرات الآلاف بعد اتساع دائرة المعارك. جوبا ترحب أبدى جيمس واني إيغا، نائب رئيس جنوب السودان، استعداد بلاده للاستجابة لمطالب منظمة إيجاد فيما يتعلق بوقف العدائيات والبدء الفوري في مفاوضات مع ريك مشار المتهم بمحاولة الانقلاب الأخيرة، وإطلاق سراح المعتقلين، وتحسين الوضع الإنساني. وقال إيجا، في مؤتمر صحفي عقده أمس بالعاصمة جوبا إن الكرة أصبحت الآن في ملعب المتمردين الذين يقودهم الدكتور ريك مشار، وعقب المؤتمر الصحفي، توجه إيغا إلى مستشفى جوبا العسكري لتفقد جرحى العمليات الأخيرة الذين جاءوا من مدينة بور عاصمة ولاية جونقلي وبانتيو، وبعد الجولة التفقدية تبرع نائب الرئيس بعدد من المساعدات المادية لجرحى العمليات، متعهدًا في ختام زيارته بتحويل أصحاب الإصابات الخطيرة إلى خارج جنوب السودان لتلقي العلاج. وأمهلت قمة طارئة لرؤساء دول إلايغاد، طرفي الصراع في جنوب السودان «4» أيام للبدء الفوري في مفاوضات مباشرة للوصول لحل سياسي للأزمة. وفيما لم تحدد إيجاد مكان انعقاد هذه المفاوضات، رجحت مصادر دبلوماسية قريبة منها أن تنعقد إما في نيروبي أو أديس أبابا. كما لم تشر إيجاد للإجراءات التي ستتبعها في حال انقضت المدة التي حددتها، دون جلوس طرفي الصراع لمائدة المفاوضات. اشتباكات باريانغ اشتبكت قوات الجيش الشعبي مع المتمردين في مقاطعة باريانغ شمال بانتيو في ولاية الوحدة، حيث وقعت معركة دخل المتمردون فيها بـ«400» جندي، وبحسب مصادر أممية فإن العديد من المدنيين قُتلوا خلال تلك المعارك، وبحسب شهود عيان فإنه حتى مساء الجمعة أمس الأول لا يزال صوت الأعيرة النارية يسمع وكذلك أصوات القذائف المتبادلة بين المتمردين والقوات الحكومية. الحصبة في بانتيو عثر مكتب تنسيق الأمم المتحدة في أحد مقراته في مدينة بانتيو على ثلاثة إصابات بمرض الحصبة مع ظهور حالات إسهال جراء نقص الإمدادات الصحية بين السكان النازحين الذين يحتمون في مجمع الأمم المتحدة في بانتيو، ويبلغ عدد المواطنين داخل المجمع «8» آلاف نازح.
تحدٍ أممي أكد مفوض بعثة الشرطة الأممية إلى جنوب السودان فريد ييغا، أن التحدي الأكبر للقوات هو حماية المدنيين هناك، مشيرًا إلى أنهم على دراية بأن هناك الكثير من الأشخاص في جنوب السودان فروا نتيجة أعمال العنف ولجأوا إلى الأمم المتحدة. وقال ييجا، في تصريحات خاصة لتليفزيون هيئة الإذاعة البريطانية «BBC» أمس السبت، إن الفارين لجأوا إلى الحماية التي توفرها لهم الأمم المتحدة ومجمعاتها في جنوب السودان، غير أن السعة الحالية لتلك المجمعات والمعسكرات لا تجعل الظروف مواتية لاستيعاب الأعداد الكبرى للفارين. وكانت طلائع التعزيزات العسكرية لقوات حفظ السلام الدولية وصلت مساء أمس الأول الجمعة. هدنة مشكوك فيها أعلنت حكومة جنوب السودان في اجتماع مع قادة دول شرق إفريقيا، إثيوبيا وكينيا، إنهاء القتال ضد المتمردين المتهمين بالتخطيط للإطاحة بالدولة الناشئة. وعلقت المحطة الكندية CTV على هذه الهدنة، وقالت إنها قد قوبلت بشكوك عديدة لغياب قائد التمرد عن الإعلان الذي أصدره المتحدث باسم الجيش الجنوب سوداني. وقال المتحدث باسم الجيش، إن احتمالية استمرار القتال واردة رغم هذا الإعلان. نذر حرب أهلية تناولت بعض الصحف الأميركية الأزمة في جنوب السودان، وقالت إن مستقبلاً خطيرًا ينتظر جنوب السودان، محذرة من نذر حرب أهلية في البلاد، ففي شأن الأزمة التي تعصف بدولة جنوب السودان، أشارت صحيفة نيويورك تايمز في افتتاحيتها إلى أن مستقبلاً خطيرًا ينتظر البلاد، وحذرت من انزلاقها إلى أتون حرب أهلية. فتنة من جانبها، قالت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور ــ في مقال للكاتب جون كامبل ــ إن الفتنة التي بدأت تدب بين صفوف الأهالي في جنوب السودان ترجع إلى التنافس الشخصي على السلطة أكثر من كونها كراهية قبلية. وأشارت الصحيفة إلى أن الأزمة تصاعدت في أعقاب اتهام رئيس جنوب السودان نائبَه السابق بمحاولة الانقلاب على السلطة في منتصف الشهر الجاري.
اتساع الانشقاقات قالت مجلة تايم الأمريكية إن الهدنة بين الطرفين المتحاربين في جنوب السودان لا يمكن أن توقف الشقوق الآخذة في الاتساع في البلاد. وأشارت إلى أن الآلاف لقوا مصرعهم أو تشردوا خلال المعارك وأعمال العنف على مدار الأسبوعين الماضيين، مضيفة أن تقارير أممية تحدثت عن العثور على مقابر جماعية، وسط محاولة الأمم المتحدة زيادة عدد قوات حفظ السلام وإغاثة المناطق المتضررة.

صحيفة الإنتباهة
المثنى عبد القادر
ع.ش

[/JUSTIFY]
Exit mobile version