لا شيء يستفزني أكثر من فحش مال لا حياء لأصحابه . لذا ما دُعيت إلى طاولات الهدر أيّا كان أصحابها ، و أيّا كانت ذريعة الاحتفال أو المحتفى به ، إلّا و اعتذرتُ عن الحضور ، حتى لا أترك إنسانيتي إكراميّة لنادل الأبّهة الزائفة .
لا أفهم كيف في إمكان امرئ ، أيًّا كانت درجة إيمانه ، و مقدار ثرائه ، أن يعود إلى بيته سعيدا ، بعد أن أنفق خلال ساعتين في سهرة ، ما قد يُؤَمّن قوت عشرات الأرواح البشريّة ويبقيها حيّة أشهراً عدّة ؟
لا يظنني بعضكم ضدّ البهجة . لكنّني أعرف أنّنا لا نحصل عليها بقدر ما نُنفق . أعتقد أنّ قمّة البؤس و الفقر الخُلقيّ ، أن يتحوّل الإنفاق في حدّ ذاته لدى البعض ، إلى مصدر سعادة .
تلك النفوس المريضة ، الباحثة عن سعادتها في الإسراف ، كتب الله عليها قصاصاً ألّا تعرفها ، و هل ثمّة من حزن أكبر من أن لا يزيدك مالك إلّا افتقاراً لطُمأنينةٍ .. يمتلكها أثرياء القناعة !
احلام مستغانمى