عبد الرحمن جبر: (أماني) والشرك بالله

[JUSTIFY]بلا أدنى شك نحن نقف وندعم بأقلامنا مسيرة الثقافة والفنون عموماً،‮ ‬ونحب ونعشق الغناء الرصين والهادف صاحب المعاني‮ ‬والمفردات الرسالية التي‮ ‬تعبر عن أفراح وأحزان شعبنا،‮ ‬وتعالج الكثير من القضايا الاجتماعية،‮ ‬ونستمتع بالمفردات الساحرة التي‮ ‬تلامس وتدغدغ‮ ‬العواطف والقلوب ولكن لدرجة معقولة نتفاعل بها ونتوق لسماعها عندما‮ ‬يرددها بعض المطربين‮.. ‬بمعنى أن تفاعلنا معها في‮ ‬حدود المعقول فقط بعيداً‮ ‬عن الإعجاب لدرجة الإفلات لحد التهور للإقدام بأفعال وتصرفات‮ ‬غير لائقة وغريبة على مجتمعنا المحافظ،‮ ‬وقبل ذلك الخارجة عن تعاليم ديننا الحنيف وهو ما لا نرضى به مطلقاً‮.

سقت كل هذا الحديث والمقدمة الطويلة بعد أن قرأت بدهشة كبيرة خبراً‮ ‬في‮ ‬صحيفة السوداني‮ ‬الغراء ألجمني‮ ‬تماماً‮ ‬وتأسفت كثيراً‮ ‬لوصول بعض شبابنا لهذا المنعطف الخطير الذي‮ ‬لا‮ ‬يعني‮ ‬سوى ضعف الوازع الديني‮ ‬لديهم للأسف الشديد‮.. ‬حيث ورد في‮ ‬الخبر الآتي‮: (‬ألجمت الدهشة أفواه الحاضرين بالمسرح القومي‮ ‬بأم درمان حينما اعتلى شاب خشبة المسرح وخر ساجداً‮ ‬تحت أقدام فنان الطمبور محمد النصري‮ ‬إبان ادائه لأغنية‮ »‬أماني‮« ‬مما أدى لاشتباك الجمهور معه وضربه حتى تم اقتياد الشاب من قبل الشرطة‮«.‬

استغفر الله العظيم ماذا نسمي‮ ‬مثل هذه الأفعال المشينة البعيدة عن ديننا ومجتمعنا،‮ ‬فكيف‮ ‬يسجد شاب أمام فنان‮ ‬يردد بعض الأغنيات مهما كانت موهبته الادائية وكلماته العذبة‮.. ‬وهل نسجد لغير الله‮ ‬يا هذا‮.. ‬فماذا نسمي‮ ‬ذلك‮ ‬غير شرك بالله‮.. ‬وهل تخر ساخراً‮ ‬عندما تسمع آيات الله تعالى‮ ‬يا هذا حتى تخر ساجداً‮ ‬أمام أغنية‮ »‬أماني‮« ‬التي‮ ‬مهما كانت درجة روعة مفرداتها تدفعك للسجود لها‮.. ‬استغفر الله العظيم من مثل هذه الأفعال والتقليعات الجاهلة منك ومن أمثالك ممن‮ ‬يفكرون على شاكلتك الخربة والمتهالكة دينياً‮ ‬تلك‮.. ‬فمن أين أتى هؤلاء‮.. ‬ولكن وصلت قمة السعادة وأنا اتابع بقية الخبر بأن الجمهور اشتبك مع هذا الشاب وضربه ضرباً‮ ‬مبرحاً‮ ‬حتى تدخلت الشرطة لإنقاذ هذا الفتى الطائش ضعيف الإيمان بالله،‮ ‬وحسناً‮ ‬فعل الفنان محمد النصري‮ ‬وهو‮ ‬يقول بعد هذا الفعل‮: »‬السجود لله وحده وليس للبشر وهذا التصرف مرفوض مرفوض مرفوض‮«.‬

نعم‮ ‬يا محمد النصري‮ ‬مثل هذه الأفعال مرفوضة بالطبع،‮ ‬ولا نرضى بها على الإطلاق ولكنها أصبحت ظاهرة‮ ‬غريبة تكررت كثيراً‮ ‬بمختلف التقليعات البائسة مثل حالات الإغماء وتمزيق الملابس وغيرها وغيرها‮.. ‬ويبقى السؤال المهم هل بتنا نطرب بالغناء للدرجة التي‮ ‬تذهب عقولنا وتدفعنا لارتكاب مثل هذه الأخطاء الكارثية التي‮ ‬يصل الحال ببعضها لمرحلة الشرك بالله كما فعل هذا الصبي‮ »‬المهرج‮«‬،‮ ‬الذي‮ ‬اعتقد بأنه‮ ‬يجهل ما‮ ‬يفعل وخيل له عقله بأنها تقليعة جديدة‮ ‬يتميز بها في‮ ‬التعبير عن حبه للأغنية أوالمغني،‮ ‬فهذه درجة حدود تفكيره العقيم والسطحي‮ ‬بالتأكيد‮.. ‬حمانا الله وأمتنا من مثل هذه التقليعات البائسة‮..‬

استغفر الله

عبد الرحمن جبر:صحيفة آخر لحظة

[/JUSTIFY]
Exit mobile version