سقت كل هذا الحديث والمقدمة الطويلة بعد أن قرأت بدهشة كبيرة خبراً في صحيفة السوداني الغراء ألجمني تماماً وتأسفت كثيراً لوصول بعض شبابنا لهذا المنعطف الخطير الذي لا يعني سوى ضعف الوازع الديني لديهم للأسف الشديد.. حيث ورد في الخبر الآتي: (ألجمت الدهشة أفواه الحاضرين بالمسرح القومي بأم درمان حينما اعتلى شاب خشبة المسرح وخر ساجداً تحت أقدام فنان الطمبور محمد النصري إبان ادائه لأغنية »أماني« مما أدى لاشتباك الجمهور معه وضربه حتى تم اقتياد الشاب من قبل الشرطة«.
استغفر الله العظيم ماذا نسمي مثل هذه الأفعال المشينة البعيدة عن ديننا ومجتمعنا، فكيف يسجد شاب أمام فنان يردد بعض الأغنيات مهما كانت موهبته الادائية وكلماته العذبة.. وهل نسجد لغير الله يا هذا.. فماذا نسمي ذلك غير شرك بالله.. وهل تخر ساخراً عندما تسمع آيات الله تعالى يا هذا حتى تخر ساجداً أمام أغنية »أماني« التي مهما كانت درجة روعة مفرداتها تدفعك للسجود لها.. استغفر الله العظيم من مثل هذه الأفعال والتقليعات الجاهلة منك ومن أمثالك ممن يفكرون على شاكلتك الخربة والمتهالكة دينياً تلك.. فمن أين أتى هؤلاء.. ولكن وصلت قمة السعادة وأنا اتابع بقية الخبر بأن الجمهور اشتبك مع هذا الشاب وضربه ضرباً مبرحاً حتى تدخلت الشرطة لإنقاذ هذا الفتى الطائش ضعيف الإيمان بالله، وحسناً فعل الفنان محمد النصري وهو يقول بعد هذا الفعل: »السجود لله وحده وليس للبشر وهذا التصرف مرفوض مرفوض مرفوض«.
نعم يا محمد النصري مثل هذه الأفعال مرفوضة بالطبع، ولا نرضى بها على الإطلاق ولكنها أصبحت ظاهرة غريبة تكررت كثيراً بمختلف التقليعات البائسة مثل حالات الإغماء وتمزيق الملابس وغيرها وغيرها.. ويبقى السؤال المهم هل بتنا نطرب بالغناء للدرجة التي تذهب عقولنا وتدفعنا لارتكاب مثل هذه الأخطاء الكارثية التي يصل الحال ببعضها لمرحلة الشرك بالله كما فعل هذا الصبي »المهرج«، الذي اعتقد بأنه يجهل ما يفعل وخيل له عقله بأنها تقليعة جديدة يتميز بها في التعبير عن حبه للأغنية أوالمغني، فهذه درجة حدود تفكيره العقيم والسطحي بالتأكيد.. حمانا الله وأمتنا من مثل هذه التقليعات البائسة..
استغفر الله
عبد الرحمن جبر:صحيفة آخر لحظة
[/JUSTIFY]