ومن يتعرف بيرين التي هي (انتصار محجوب)، فإنه لن يملها أبداً، كل شيء يتحول في حضرتها إلى (مبدع)، حتى تلك الونسة الحميمة، لذلك عندما جلسنا اليها في باحة بيت المسرحيين شعرنا بذاك النوع من المتعة، فتعالوا معنا نتعرف عما دار بيننا في (اليوم التالي) وبين (بيرين) عن كثب!
– قولي شيئاً عنك؟ أنا انتصار محجوب داؤود الشهيرة بـ(بيرين). -التمثيل.. كيف ابتدرت الأمر؟ موهبة من عند الله، انصقلت بالدراسة وعجنت بعد التخرج من خلال الأعمال الدرامية حتى أخذت منحى الاحتراف وخصوصا بعد أن أصبحت عضو الفرقة القومية للتمثيل. – وموقف الأهل.. هل ثمة حكاية مثيرة؟ لا لا، لم أواجه أية صعوبات، لأنني التحقت بهذا المجال بعد مشاورتهم، وبعد وتقبلهم لذلك، وربما هذا ماحفزهم أكثر، ثم أن جدي هو الممثل عبدالكريم (بلبل) رائد المنلوج في السودان، إذن نحن أسرة ذات صلة قديمة بالتمثيل، وأنا شخصياً أدين لأسرتي بما حققته من نجاح، وكذلك أدين لأساتذتي في قسم الدراما بكلية الموسيقى والدراما الذين أصبحوا زملائي فيما بعد. – أول مرة تمثلين فيها، أو تذكرين؟ نعم، وأذكر أنني بعد الاحتراف كنت (متكبكبة ومرعوبة ومهجومة) فوقوفي بجانب نجوم كبار مثل الفادني وعبدالمنعم عثمان عضوي فرقة الأصدقاء المسرحية، أمر يجعلني أمارس (الرجفة)، لكنهما ساعداني حتى اكتسبت الثقة بنفسي، رغم أن تلك الرهبة لم تفارقني في كل مرة أقف فيها على خشبة المسرح. -شكل التعامل مع الزملاء أمام وخلف الكاميرا؟ شكل العلاقة بين الممثلين حميمة وراقية، وتختلف عن غيرها من العلاقات في المجالات الأخرى، لأنها تكون عبر قدرات فوق حد الوصف والإدراك.– ما هي أبرز أعمالك، بحسب وجهة نظرك؟ لدي سجل لابأس به على المستويين المحلي والخارجي، لعل أبرزها جماهيرياً مسرحية (حكومة أولاد البلة) و(الشربكها يحلها) و(تعظيم سلام للخدام)، وعلى المستوى الخارجي شاركت في مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي لعدة دورات واستعد حالياً لعرض مسرحية (سكج بكج).
– وما بعد الشهرة، اختلفت الحياة؟ الحمد لله قبلها وبعدها لا زلت سيدة بيت من الدرجة الأولى، وحقيقة الفن والتمثيل يعلم الإنسان الدبلوماسية ويدربه على محاسبة نفسه، ومراعاة شعور الآخرين قبل كل شيء.
– الدراما والدولة والمجتمع، حدثينا قليلاً عن تلك الثلاثية. نسبة للكثير من العوامل أبرزها أن الدراما في معناها الحقيقي تعالج قضايا اجتماعية معقدة وشائكة، لذلك فهي تحتاج لدعم من قبل الدولة ورعاية من القطاع الخاص، وتسليط الضوء عليها من الإعلام بكثافة، حتى نستطيع عكس صورة حقيقة لمجتمعنا وثقافتنا ومشكلاتنا كلهاف المسرح يطرح قضايا مجتمعية كبيرة ويحاول أيضاً بقدر ما يمكن – أن يطرح لها الحلول أو يسلط عليها الضوء، لذلك نأمل ونتعشم في الكثير من الوسائط الاعلامية وقبلها من الدولة بالدفع بعجلة الدراما، لأنها مسؤولية ونحن نقف على حمل هم عودة المسرح والدراما عموما وعودة الجمهور الى المسرح مجدداً.
– في الختام؟ فرغت من إعداد كليب ست الشاي مع الكوميدان محمد صالحين واستعد للكثير وأناشد الدولة (المسرح والتمثيل عموما يحتضر فاغيثوه).
صحيفة اليوم التالي
مصعب محمد الهادي