واليوم أمريكا تعد العدة للتدخل في جنوب السودان الذي اشتعل هو الآخر ومن جوبا بدأت كرة النار تتدحرج حتى بلغت مناطق البترول المتاخمة للشمال!!
أمريكا وتحت غطاء أممي تدخل جنوب السودان تماماً كما فعلت في الصومال والعراق وأفغانستان، وشمال الوادي يعاني من أزمة سياسية وسيادية جعلت من مصر الدولة الرائدة في إفريقيا والوطني العربي أقرب إلى الدولة الفاشلة منها إلى أي وصف آخر!!
وكرة النار تتدحرج ببطء ولكن بثقة نحو الخرطوم الحائرة والتي كانت تعيش في وسط هذه الاضطرابات في أمن تحسدها عليه كل عواصم العالم!!
وضع الخرطوم أصبح أكثر من حرِج حيث لا ملجأ لا في الشمال المضطرب ولا في الغرب الملتهب ولا في الجنوب المحترب أما الشرق فالبحر يبتلع كل شيء!!
في الخرطوم من هو ناظر ومن هو منتظر، والاثنان على خلاف لم يحد من ضراوته ذلك الخطر المحدق من جميع الجهات والذي يهدد مباشرة ما تبقى من سودان، فالناظر للأحداث لا يرى فيها ولا يتحسس منها إلا كرسيه الذي يجلس عليه، لذلك ينظر إلى الأحداث من ثقب ضيق يتمنى أن يخلصه من أعدائه في الجنوب ليبقى هو في مكانه ظناً منه أنه إذا لم يتأثر بالأحداث فلن تؤثر فيه ولسان حاله يلهج بذلك الدعاء الذي يمثل قمة الانتهازية والذي تقول كلماته «اللهم اضرب الظالمين بالظالمين وأخرجنا من بينهم سالمين»!! هكذا يفكر النظار للأحداث التي تحيط بالسودان من كل الجهات!! في الوقت الذي تتواجه فيه فرنسا في الغرب وأمريكا في الجنوب ودول إفريقيا وجيوشها موزعة بين الغرب والجنوب والنار وكرتها الملتهبة تتدحرج من جهة الجنوب!!
وكل الهم في ألا تعرقل الأحداث انسياب النفط عبر الأنابيب وكيف ينساب النفط القابل للاشتعال بجوار كرة لهب تسير بأسرع من سرعة انسيابه هل يا ترى سينساب النفط في خط موازٍ لكرة اللهب!!
وهناك من ينتظر نتائج ما يدور دون أن يكون له الحد الأدنى في التأثير عليها، ينتظر أن تسفر الأحداث عن تغيير لم يشارك فيه ولم يحرك ساكناً تجاهه، بل ينتظر كما انتظر من قبل بعد الثورات الشعبية ليتقلد مقاليد الحكم، والمنتظر أقصد به أحزاب المعارضة التي أقل ما يمكن أن توصف به هو أنها أحزاب تحضير الأرواح التي تقودها المومياءات السياسية!!
وأقول للناظر والمنتظر إن اللعبة دخلها الشياطين الصغار منهم والكبار فرنسا من الغرب وأمريكا الشيطان الأكبر من الجنوب والشمال ولم ويبق لأهل السودان العربي والمسلم إلا البحر!!
إن الذين لقنوا قرنق عبارة «يخرج العرب من السودان كما خرجوا من الأندلس حضروا بعدتهم وعتادهم، لتحقيق ما لم يعش قرنق لتحقيقه، جاءوا بأنفسهم وبغطاء دولي، والناظر للأحداث ليخرج من بين الظالمين سالماً سيفاجأ بالحقيقة بعد فوات الأوان، والمنتظر بدأ في تحضير الأرواح وتلميع المومياءات ليجلسوا على كراسي لطالما عجزوا عن صيانتها وحمايتها والحكم من خلالها بالعدل ناظراً كان أم منتظراً!!
من يظن أن السودان سيبرأ في وسط هذا اللهيب ليس له في الوعي والإدراك السياسي ما يزن مثقال ذرة!!
وحان الوقت كي يكف الناظر للأحداث، تلك النظرة السالبة، وحان الوقت للمنتظر أن يصحو من وهم أن مجرى الأحداث سيمهد له الطريق ليأتي بمومياءاته لسدة الحكم!!
آن الأوان كي يجلس الجميع لينقذوا السودان وأهل السودان من المصير المرسوم لهم وليفكروا جميعاً في كيفية إخراج السودان بأقل الخسائر ولا ينتظروا أن يضرب الله الظالمين بالظالمين «نيابة عنهم» ثم بعد ذلك يخرجهم سالمين.. يا سلام!!
عودة للتأمين الصحي «مركز السودان للعيون»
بعد صيدليات التأمين الصحي ومعاملتها غير اللائقة ستنضم المستشفيات إلى القائمة. مركز السودان للعيون خصص يوماً واحداً فقط وهو يوم الثلاثاء لحملة بطاقات التأمين الصحي!!
هذا الإجراء رفض للبطاقة التأمينية، إذ لا يُعقل أن تتم معاينة كل حاملي البطاقة في يوم واحد!! لماذا هذا الإجراء هل هو رفض مستتر للبطاقة؟! أم أنه عقاب لمن يحمل البطاقة ولا يدفع قيمة الكشف التي تعادل مائة جنيه بالتمام والكمال والتي لا تستطيع الغالبية من أبناء الشعب السوداني دفعها.. ما رأي السيد وزير الصحة أو السيدة وزيرة التنمية الاجتماعية وما رأي رئاسة الجمهورية في تعذيب رعاياها ما بين الصيدليات والمستشفيات التي تتعامل بالتأمين الصحي؟!!
صحيفة الإنتباهة