ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ : ﻫﻞ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻫﺬﺍ ﻗﺬﻓﺎً؟ ﻭﻣﺎ ﺣﻜﻢ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ؟ ﻭﺟﺰﺍﻙ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﺎ ﻛﻞ ﺧﻴﺮ .
ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ :
ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ، ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﺷﺮﻑ ﺍﻟﻤﺮﺳﻠﻴﻦ، ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ، ﻭﻋﻠﻴﻜﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺑﺮﻛﺎﺗﻪ، ﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪ.
ﻓﻼ ﺷﻚ ﺃﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﺗﺠﺎﻭﺯﺍً ﺧﻄﻴﺮﺍً ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺍﻟﻮﻗﻮﻉ ﻓﻴﻪ؛ ﻷﻥ ﺍﻟﺘﻌﻤﻴﻢ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ، ﻭﺭﺑﻨﺎ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﻌﻠِّﻤﻨﺎ ﺍﻹﻧﺼﺎﻑ ﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺨﺎﻟﻔﻴﻦ؛ ﻓﻴﻘﻮﻝ
ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻋﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ }ﻗﻞ ﻳﺎ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻫﻞ ﺗﻨﻘﻤﻮﻥ ﻣﻨﺎ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺁﻣﻨﺎ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﻣﺎ ﺃﻧﺰﻝ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﻭﻣﺎ ﺃﻧﺰﻝ ﺇﻟﻴﻜﻢ ﻭﺃﻥ ﺃﻛﺜﺮﻛﻢ ﻓﺎﺳﻘﻮﻥ { ﻭﻗﺎﻝ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ }ﺗﺮﻯ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻣﻨﻬﻢ ﻳﺘﻮﻟﻮﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﻔﺮﻭﺍ { ﻭﻗﺎﻝ } ﺇﻥ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻣﻦ ﺍﻷﺣﺒﺎﺭ ﻭﺍﻟﺮﻫﺒﺎﻥ ﻟﻴﺄﻛﻠﻮﻥ ﺃﻣﻮﺍﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺎﻟﺒﺎﻃﻞ ﻭﻳﺼﺪﻭﻥ ﻋﻦ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻠﻪ {؛ ﻓﻼ ﻳﺠﻮﺯ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻜﺎﺗﺒﺔ ﺃﻥ ﺗﻌﻤِّﻢ ﻓﺘﻘﻮﻝ : ﻓﻲ ﻛﻞ ﺑﻴﺖ ﺳﻮﺩﺍﻧﻲ
ﻛﺬﺍ ﻭﻛﺬﺍ. ﺑﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺤﺘﺎﻁ ﻓﻲ ﻋﺒﺎﺭﺍﺗﻬﺎ؛ ﻭﺗﺴﺘﺤﻀﺮ ﻗﻮﻝ ﺭﺑﻨﺎ ﺟﻞ ﺟﻼﻟـﻪ } ﻣﺎ ﻳﻠﻔﻆ ﻣﻦ ﻗﻮﻝ ﺇﻻ ﻟﺪﻳﻪ ﺭﻗﻴﺐ ﻋﺘﻴﺪ .{
ﻟﻜﻦ ﻟﻌﻠﻬﺎ ﻗﺎﻟﺖ ﺫﻟﻚ ﺑﺪﺍﻓﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻴﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، ﻭﺭﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺇﻧﺬﺍﺭ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﻴﻨﺘﺒﻬﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺧﻄﻮﺭﺓ ﻣﺎ ﻫﻢ ﻓﻴﻪ، ﻭﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺘﻮﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﻤﺎ
ﻗﺎﻟﺖ ﻭﺗﻌﺘﺬﺭ ﻟﻌﻤﻮﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﺯﺍﻟﺔ ﻟﻠﻀﺮﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺰﻝ ﺑﻬﻢ ﻭﺟﺒﺮﺍً ﻟﻠﻜﺴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺻﺎﺑﻬﻢ، ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﻮﻓﻖ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻌﺎﻥ.
ﻓﻀﻴﻠﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺩ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺤﻲ ﻳﻮﺳﻒ
ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺑﻘﺴﻢ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ