كثير من الجنوبيين يحضرون الى المنزل هنا بكمبالا ليسألوا عن مستجد التطورات الميدانية التى تحدث بدولة الجنوب ، الكل يريد الجواب السريع الشافى الذى يعالج أزمة المخاوف من امكان عودة سلفاكير الى الحكم مجددأ ، فلا احد على استعداد ان يتقبل حقيقة سيادة حقبة الاستبداد كما كانت عليه قبل الثورة ، الناس تكره سلفاكير كراهية حقودة ترتقى لمستوى تشبيهه بالشيطان الاصلع الذى يستحق القتل بالاستعاذة بالله عليه … هذه اراء ووجهات نظر كل الجنوبيين الاحرار بيوغندا .. لذلك يتقاطرون على المنزل بالعشرات للتأكد من ان الامور تسير على ما يرام وان الثوار يلقنون قوات سلفاكير الدروس والعبر التاريخية التى تليق بمستواهم الوطنى المخجل ! .. وازاء كل هذا كنت فى اليوم الواحد اكرر القول اكثر من مرة ان دولة الجنوب على مفترق طرق وعرة ، و الذى يحدث الان ضرورة يفترض حدوثها قبل عامين منذ ان تحسس سلفاكير الكرسي الوثير وراح فى غفوة عن قضايا وهموم الشعب وترك الباب مفتوح على مصرعيه لتدير العصابات الموالية له زمام الامن بالبلاد ، فتسببت فى انفراط عقد الهدوء والسكينة التى كان يتميز بها شعب الجنوب وعلى ايقاع ذلك استحدثت الاساليب الانسانية الرديئة التى صار فيها قتل المواطنين عادة يومية يمارسها البعض داخل مؤسسة الجيش الشعبي للتسلية وللترويح عن النفس ، وتسببت فى تفاقم حدة الفقر حتى صار فى سوق كاستم هناك دلالة سرية تدار فيها عمليات البيع والشراء للاطفال الصغار الذين يدفع السياح الاجانب مبالغ طائلة مقابل الحصول عليهم ! وعن المشاكل الديمغرافية حدث ولاحرج هناك قبيلة بعينها تمتلك حصة الاسد من الوظائف والمهن فى دواوين الحكومة ، والكلية الحربية يتم الدخول لها عبر الوجهة القبلية ايضاً ، عموماً كل مقومات الدولة منهارة ، ولا امل ولا خلاص ينتشل الشعب الجنوبى من نفق الازمة الا بالالتفاف حول الثوار ، فالدكتور ريك مشار يحمل بين طيات افكاره السياسية مشروع وطن متكامل يقوم على الضوابط القومية وينبذ الجهويات والتعصب القبلى الذى يضر بالمصالح العلياء للدولة ، ومسألة وقت وسينجز الثوار المهمة وتكلل المساعى بالنجاح وتتحول دولة الجنوب من دولة فاشلة الى دولة نامية يمتلك مواطنيها الحد المنطقى لا سباب الحياة .. اما عن الجديد الذى يسأل عنه الجميع الحق والحق اقول ان الثورة ماضية لتقصم ظهر الطاغية ومعاونيه فمهما اخطاء فى الحسابات بعض جيران دولة الجنوب وتعاونوا مع الفئة العنصرية ليبقوها على سدة السلطة ، فأن الثوار لن يتوقفوا ولن يتراجعوا عن تنفيذ المشروع ، فالنصر المؤذر يلوح فى الافق ، ومهما استعاد سلفاكير بمعاونة اعداء الجنوب مدينة او مدينتين من ايدى الثوار ، ذلك لا يعنى انتهاء اللعبة لكنها بداية جولة جديدة .
استيفن يوليو