[ALIGN=CENTER]العيش في نص الضل المظلل !![/ALIGN]
رغم ما يشاع عن انتشار ظاهرة زواج (المسيار) كـ تقليعة جديدة، تلجأ لها قليلات الحظ في الزواج من النساء، للحصول على نصف (ضل راجل) ولو كان الثمن الذي يدفعنه مقابل ذلك أن يعشن في ظل الخفاء .. فكما هو معلوم فأن زواج المسيار يقوم على تخلي الزوجة طائعة عن حقها في المبيت وتكتفي من الزوج بـ لحظة من عمر الزمان يخصصها لزيارتها في الخفاء اثناء ساعات اليوم.
رغم انتشار تلك الظاهرة مع ازدياد معدلات دخول البنات في شباك العنوسة بسبب عزوف الشباب عن الزواج وخوف المتزوجين من عيشة الارنب بين الكلبين، إلا ان هذا النوع من الزواج كان معروفا من زمن (جدودنا الزمان)، وان اختلف في تفاصيله الصغيرة .. فمن المعروف أن ظروف التنقل بين المدن التي يقتضيها السعي لكسب الرزق بالتجارة وغيرها، جلعت الرجل منهم يلجأ مضطرا للزواج لتبير شئون حياته اثناء غربته بين المدن، وبالتالي غالبا ما يكون له (في كل بلد ولد) .. وتكون امهات هؤلاء الاولاد بقناعة بنات اليومين دي، حيث (تقنع) الزوجة الاسبير من الزوج ببضعة ايام يقضيها في صحبتها وابنائه منها قبل أن يسافر ويقول (عدّو لي) ..
لم تكن هناك عائلة تخلوا ممن تزوج اكثر من مرة بعيدا عن سمع زوجته، فقد ظل زوج احدى قريباتي يعمل في التجارة باحدى المدن البعيدة حتى اقعده الكبر والمرض، بعد مرور قرابة الثلاثين عاما قضاها في السفر بين تلك المدينة البعيدة وبين بيته وابنائه .. ولكن كانت مفاجأة زوجته وابنائه القوية، عندما عاد من احدى سفراته بإبنتين في سن الزواج بعد وفاة امهم وتخليه هو عن تجارته في تلك المدينة.
كذلك كان حال اسرة من معارفنا، فقد كان ابيهم يمتلك شاحنة (قندراني) يسافر بها بين البلدان حيث يعمل في نقل وبيع المحاصيل، وعندما اقعده الكبر ايضا عن (المزازة) بين البلدان كانت مفاجأة اسرته كمفاجأة اسرة قريبتي .. فعندما طال انقطاعه عن السفر، دفع الشوق بابنائه من زواج الغربة، للحضور للخرطوم و(بل) شوقهم لابيهم .. وان اختلفت ردة الفعل بين الاسرتين .. فبينما احتوت اسرة قريبتي بكرم اهل الجزيرة المعلوم ابنتي زوج بنتهم وزوجوهم احسن زيجات، كان حظ الآخر (مهبب) كهباب عادم القندراني .. فقد ثار عليه ابنائه ورفضته زوجته، فعاش ما تبقى له من الايام منبوذا ومتنقلا من ضل لـ ضل حتى توفاه الله وهم عليه غاضبون.
ربما كان اجدادنا الكبار اكثر براعة وحرفنة من المردفين بالدس في هذه الايام ، فقد كان سر الزوجة الثانية يظل في طي الكتمان، حتى يكشفه الزوج بكامل ارادته وهو على فراش الموت، وقد يفضل ان يموت بسره تاركا هم الشكل ومشاكل الورثة لابنائه من بعده .. لا أدري أن كان تزايد (شفتنة) النساء وتطور قرون استشعارهن، أم هو قلة حرفنة رجال اليومين دي وفشلهم في اللعب بـ ذيولهم من وراء ظهر الزوجات .. فكلما اجتهد الزوج في اخفاء فعلته، زادت مقدرة الزوجة على كشف الدور وسارعت بـ (جيب خبرو).
0 اجتمع زميلات (أماني) وزملائها في المكتب واتفقوا على مصارحتها بسر زواج زوجها، والذي ظل في طي الكتمان لاكثر من عام، ولكن تأنيب الضمير وشيء من محبة الشمشرة دفعهم لكشف سر زوجها العزيز وزميلهم ايضا في نفس الشركة وان كان في ادارة مختلفة.
رفضت (أماني) ان تصدق الخبر، فقد اخبرتهم بأنها لا تفارق زوجها ولو للحظة طوال ساعات اليوم، حيث يحضران معا للعمل بنفس الترحيل ويعودان به في نهاية اليوم، وفي المساء كانت تحركاتهم معا على طريقة (الحجل بالرجل) .. فمن اين يمكن ان يجد وقتا ليلعب بذيله خارج حصيرتها ؟!!
أجابوها لدهشتها بأن: (أييي ..لقى طريقة وعملا فيك) .. فقد سألوها:
(كل يوم قاعد يفطر معاك؟) فنفت ذلك حيث انه يخرج للفطور خارج الشركة في مطعم رخيص وقريب كما اخبرها .. فاجابوها بأن (المطعم) ده ياهو العروس الجديدة.
انتظرت (أماني) بفارغ الصبر حتى غادر زوجها الشركة للفطور ! فغادرت خلفه .. تبعته من على البعد عبر شوارع الحي المجاور لمقر الشركة، حتى (انقشط) داخل احد البيوت دون ان يتلفت او يطرق الباب .. انتظرت بضع دقائق قبل ان تدخل خلفه لتجده يجلس (متوهطا) في نص السرير (يهشك) في طفل رضيع، بينما تناهى لسمعها من بعيد صوت انثوي ناعم ينادي الصغير قائلا:
جاياك يا حبيبي .. بس اسوي الفطور لـ ابوك واجيك هسه !!
لطائف – صحيفة حكايات
munasalman2@yahoo.com