تتمثل بعض علامات الذعر والهلع الذى يتكرربصورة دائمة فى شهر رمضان فى الآتى :ـ
ــ استعداد النساء قبل شهرين تقريبًا بحش البصلة وتجفيفها، وكذلك اللحم، قبل أن يحل الخريف فيصعب تجفيفهما، وحكمة الله يأتى الخريف دائمًا بعد أن تجف بصلة المرة الفالحة ودقها ولمها فى الحفظ والصون بيوم أو يومين، ويستمر فى الخرطوم بالذات لمدة أسبوع ثم يختفى فى ظروف غامضة.
ــ تهافت سنوى على اقتناء عدة رمضان، وما زالت أمهاتنا يحتفظن بـ«كور» رمضانية من الطلس جميلة كتب على جوانبها عبارة «رمضان كريم»، وكان اباؤنا يخرجون بها للإفطار أمام البيت مع الجيران ويشرب منها الواحد عصير الليمون والآبرى حتى يرتوى ثم يناولها لجاره الذى «يصنقع» بها هو أيضا بكل أريحية، وهكذا تمر الكورة بكل الصايمين، تقول لى جكاكة وكبايات قزاز رديئة الصنع؟ ووالله ناس الكورة البتدور دى ما جاتن الحبة.
ــ ضيقة خلق وزهج وبيب بيب بيب فى الطريق العام تصيب الرجال بالذات وكلها نتيجة لـ «خرمة» المكيفات من شاى وقهوة ودخان وشيشة وسعوط «لا مؤاخذة».
ـ البعض يشرب شاى باللبن قبل الإمساك بثوان موهمًا نفسه وكأنه شرب شاي الصباح … أها وبعدين؟ .
ــ يتجنب الكثيرون الخروج ولو فى الحوش ويصاقرون الغرف المكيفة سواء فى المكتب أو السيارة أو المنزل بحجة أن التعرض للحر ولو لدقائق سيعطشهم ويطلع عينهم.
ــ أما العيال وبعض من يوقت لإجازته برمضان من الكبار فمنظرهم وهم مدمدمين والمكيفات مدودوة من بعد صلاة الفجر وحتى صلاة العصر منظر يبعث فى نفس الأم المزيد من الإحباط والغضب «المن حاجات كتيرة ما عاجباها»، ويتمطى من بعدها الواحد وهو يتثاءب: الفطور شنو الليلة؟ ….غايتو الله يدى العافية ساكت.
ــ يجد فيه الكثير من العاملين فى وظائف تتعلق بمصالح المواطنين الفرصة للتسيب أو البطء فى إنجاز العمل بحجة أنهم صايمين وزهجانين.
ــ تظهر فى رمضان أكلاتنا القاطعنها من راسنا دى وتختفى الأكلات العادية من ملحات «كالفاصوليا والرجلة والخدرة» والشاى باللبن وكل زول يظهر ليه مزاج براه تمامًا زى «مرة الوحم».
أخيرًا وليس آخرًا، رمضان دا يا إخوانا يقان «يقين»، الا فى الباقى لي فاضل ليه تمانية وعشرين يوم.
ختمة
:ـ خاطب الرجل حفيده :ـ يا ولدى انتو فى نعمة كبيرة، رمضان زمان مع عدم الكهرباء وشغل الزراعة صعب شديد خلاس، وكان ما «جغيمات الوضوء» دى، كان لحقنا الزينين.
كل رمضان وأنتم في أتم صحة وعافية.
فاطمة محجوب كرار