[JUSTIFY]
كل المؤشرات الحالية تؤكد أن هنالك تدهورًا في الأوضاع الاقتصادية خاصة بعد أن سجلت أسعار الدولار قفزة كبيرة بالسوق الموازي من «7.8» جنيه إلى «8.5» جنيه، وعزا التجار الأمر إلى شح العملات بالأسواق وكلما انخفضت قيمة الجنيه السوداني مقابل الدولار زادت فجوة الدعم في ارتفاع سعر الصرف وبالتالي ترتفع أسعار المحروقات إذاً مع ارتباط حجم الدعم بسعر صرف الجنيه السوداني مقابل الدولار وفي ظل الظروف السياسية والاقتصادية المتأزمة خاصة الأحداث الجارية في دولة الجنوب سيستمر تدهور قيمة الجنيه السوداني وبالتالي نتوقع استمرار اتساع فجوة دعم السلع الإستراتيجية التي تمثل القمح والمحروقات وبعض الأدوية ونتج عن ارتفاع سعر الدولار أمام الجنيه العديد من الأزمات التي دائمًا ما تواجه الاقتصاد خاصة في ظل الأجواء المضطربة التي تعيشها البلاد في الوقت الحالي، وما يزيد الأمر سوءًا عدم وجود حلول من قبل الدولة للخروج من تلك الأزمات المتعاقبة والبدء في النمو التدريجي للاقتصاد وقد شهد سعر الصرف للعملات الأجنبية مقابل الجنيه ارتفاعًا ملحوظًا بالسوق الموازي «أمس» وأكد عدد من التجار وجود ركود كبير في حركة البيع والشراء مع توفر العرض بجانب إحجامهم عن البيع والشراء، وبعض منهم عزا ذلك للمضاربات، وتوقعوا مواصلة ارتفاع أسعار العملات خلال الأيام القليلة القادمة، وأشار أحد التجار الى أن رفع الدعم عن المحروقات من شأنه التأثير على أسعار كل السلع والخدمات من واقع زيادة تكلفة الإنتاج التي تقود إلى ارتفاع الأسعار التي تؤدي إلى ارتفاع معدل التضخم الذي يوصل إلى انخفاض القوة الشرائية للعملة الوطنية مقابل العملات الأخرى الأمر الذي يعني زيادة سعر صرف الدولار في مقابل الجنيه السوداني، ودخلت أزمة الجازولين بالعاصمة في يومها الرابع الأمر الذي نتج عنه أزمة في المواصلات وتذمرًا من المواطنين، وشكا سائقو حافلات النقل العام من شح كبير في الجازولين، وقد شهدنا اصطفاف السيارات في طوابير طويلة استغرقت ساعات من الانتظار، وفي السياق ذاته تضاربت الآراء حول وجود أزمة في الجازولين من قبل سائقي المركبات العامة وفي ذات الوقت نفت وزارة النفط حدوث شح في المشتقات البترولية خاصة «الجازولين»، وعزت ذلك لعدم قيام شركات التوزيع بسحب حصتها من مصفاة الجيلي مؤكدين انفراج الأزمة في الأيام القادمة.
سوء إدارة وعدم تنظيم
فيما انتقد الخبير الاقتصادي د. محمد الناير أزمة الجازولين مؤكدًا في حديثه لـ «الإنتباهة» أمس أن الأزمة تعتبر سوء إدارة ويجب ألا تمر مرور الكرام لجهة أن هنالك أزمات سابقة وتم تشخيص العلة بأنها سوء إدارة وعدم تنظيم ولم يحاسب أحد، وقال الناير: تضارت تصريحات المسؤولين لا توجد أزمة جازولين وعزوا الأسباب إلى أن الشركات لم تستلم حصتها. مؤكدًا أن ما حدث يؤكد أن هنالك مشكة تواجه الشركات في سحب الكميات ومنها عدم دفع القيمة نقدًا وبالتالي لا بد من وجود تنسيق بين وزارة النفط والشركات العاملة عبر آلية تمكِّن الشركات من سحب حصتها لافتًا إلى أن تصريحات المسؤولين تؤكد أن مصفاة تمد الشركات بما يزيد عن «55%» وبالتالي يجب على الجهات المعنية بالاستيراد أن تؤمن الـ «45%» الأخرى بصورة منتظمة دون المساس بالمخزون الإستراتجي لهذه السلعة، وأضاف أن ارتفاع الدولار مرتبط مباشرة بشح الجازولين، منوهًا بأنه مرتبط بصورة أكبر بما يحدث الآن في جنوب السودان، وقال: للأسف الشديد منذ انفصال الجنوب تأثرت أسعار العملات سلبًا وإيجابًا بمنع تصديره أو إيقافه مؤكدًا أنها مسألة صعبة لا بد من التخلص من الارتباط بسعر العملة الوطنية مع تصدير نفط الجنوب.
الحكومة تشيل شيلتها .
وفي ذات الاتجاه قال وزير النفط الأسبق د. شريف التهامي أن الحكومة تشيل شيلة خاصة وأنها وضعت ميزانيتها بسعر الدولار القديم ويجب أن يرتب وزير المالية الأمور بطريقة جيدة، وقال في تصريح خاص لـ «الإنتباهة» إنه لا توجد طريقة لرفع الأسعار الآن وإنما سوف ترتفع لاحقًا متوقعًا ارتفاع أسعار المواد البترولية في الفترة القادمة.
صحيفة الإنتباهة
هنادي النور
ع.ش
[/JUSTIFY]