حين يكتب أمثال فاطمة الصادق عن أخلاقيات الشعب السوداني بلغة فجة وتعميم مُخل، وتصرح أن في ﻛﻞ بيت سوداني مُدمن وسكران و”صايع” ﻭزان، لا ألومها، لأن من يصف شعبا بأكمله بأن بكل بيت مدمن وسكران و”صايع” وزان، فهو لابد وأنه يصف ما يراه في مجتمعه الضيق، ناسيا أو متناسيا أن بيته ضمن هذه البيوت المتهمة، غير مدرك لخطورة ما قال، ولا حجم مسؤوليته عنه. ولا أنه بهكذا تصريحات يسيء لنفسه قبل الآخرين، إضافة إلى أنه في سبيل بحثه المستميت عن الشهرة وإثارة الجدل والضجيج ، نسي أن كل من سيقرأ ما كتب سيحكم بأن كل إناء بما فيه ينضح، وأن إصبع الاتهام سيطال بيته قبل غيره من البيوت.
الصحافة والإعلام أمانة كبيرة في أيدي من يملكون القرار بها، والقارئ لمقال فاطمة الصادق “خط التماس”، بجريدة الأهرام اليوم، يجد أنه لايعدو كونه ثرثرة مجالس، لا يعالج قضية ولا يطرح حلا، وكاتبته عبارة عن أعمى حمل عصا ضرب بها كل ما رآه أمامه دون تمييز.
اتهام شعب بأكمله والحكم عليه من خلال تفكير ضيق وثقافة محدودة جريمة كبرى بحق المجتمع، وظاهرة يجب القضاء عليها، بنفي الأقلام غير المسؤولة لتهيم على بؤسها بمواقع التواصل الاجتماعي أو الإنترنت، الذي عزز من حريات النشر المجاني غير المسؤول، لأنها ستكون مسؤولة حينها عن ما تكتب، وسيمثل رأيها فكرها العقيم وحسب، أما تركها في صحيفة سودانية يومية فإن هذا يسيء للصحيفة، والمجتمع، ولصورة بلد بأكمله.
الكاتبة والشاعرة السودانية : منى حسن