لم يعد أحد من المواطنين ينظر بجد لما يدار على موائد التفاوض بين السودان وجنوب السودان على خلفية التجارب السابقة واليأس من ان يحل أي من الطرفين المشكلة بعد أن اثقل كاهل المواطنين بالبلدين بتداعيات الانفصال او ذهاب البترول أو توقف الضخ الذي أورث السودان الآن حالة من الضياع الاقتصادي ومحاولات محمومة للملمة الآثار والجراح الاقتصادية حيث بات المواطن غير آمناً في سربه بسبب أن أي مرور للوقت اصبح مصحوباً بارتفاع في الاسعار الأمر الذي تجابهه الحكومة بعبارة «ارتفاع غير مبرر» إن كانت الحكومة ترى الأمر بهذا البساطة والسهولة فانها لم تدرك بعد أنها لم تعبر مرحلة الخطر الداهم الذي يتكرر ويتكون في رحم غيب الظروف الضاغطة التي جعلت الكثيرين (حاملي القرعة) وقد تكون القرعة روشته أو «عرض حال» وحتى هذه القرعة لم تسلم من تسلل بعض المحتالين الذين جعلوها فرصة لاسترزاقهم على حساب «أصحاب المصلحة الحقيقية».. نعم في العلاقة الطيبة ما بين الدولتين مصلحة الشعبين ولكن كيف لكل من قيادة البلدين الوصول لهذه الارادة التي يتجاوزان بها (العقد والشربكة).. الحل ان تكون المسافة ما بين جوبا والخرطوم سمن على عسل.. فهل إلى ذلك سبيل ايها المتعنتون.
٭ جوبا مالك عليَّ!
«آمالي وآماله.. أنا.. احلامي واحلامو..» هذه الغنيوة الجميلة لعهد الصَّفاء مع جوبا التي سبقنا مستقبلنا معها بهذا السؤال الغنائي «جوبا مالك على.. جوبا شيلتي عينيّ.» وحقيقة ان ماذهب فيها كثير وكثير ولكن التعويل على «قرّع الواقفات» فقد جفل الكثير مابين البلدين.. وان بات بعض من الخواطر السياسية فلتكن من أجل مواطني البلدين الذين ما زالوا يعيشون في بعض الحكمة وقليل من التصبر والتدبر لعل وعسى يفيق هؤلاء على ضرورة حسم الأمر دون المراوغة والزوغان الذي هو الصِّفة الغالبة لأهل الحكم في هذا الزمان.
٭ أحلام شمالجنوبية!
هل يبيح عالم الاحلام ان تصفو النفوس على احتمال تجاور ممكن على مبدأ المصالح المشتركة دون ايقاظ الفتن والذكريات المرة لحروب الادغال واجنداتها التي تتواثق مع دوائر متداخلة من طيوف الاجندات.. نعم فتنا مرحلة البكاء على «اللبن المسكوب» وتبقى ان يحفظ حق التجاور الواعي ومبادئ الأمن القومي.. فهل ستعود العلاقات السودنية والجنوبية متجاوزة المرارات الحديثة من تبعات هجليج والحرب الاقتصادية والروح التأبطية للشر.. وهل لنا أمل الدُّعاء الخالص بانسياب العلاقات بشكلٍ عادي كما الدول المجاورة الأخرى.. بمعنى أن يكون «باقان» في أخوة مع «الطيب مصطفى» مثلاً… يالها من أحلام لا نجزم بامكانية تحققها ولكن لا مستحيل تحت هذه الشمس.. فلننم ونحلم بعودة علاقة محترمة ما بين «الجلابية» و«المندكور» دون احتباس الاحقاد والضغائن.. «أها حقو ننوم نومة عميقة.. ان شاء الله ما تكون النومة الأبدية..».
٭ آخرالكلام:
وتظل المشاوير الجوية لحل قضايا ما بين الخرطوم وجوبا قائمة في تماهي لا يعرف نهايته إلا الذي بالاشارة يفهم.. ولبيب السياسة في ظل هذه الاوضاع لا يعرف «كوعو من بوعو أولا يستطيع ان يلحس كوعو».
وإلى أن يتم ذلك عليكم بتمنى الهدوء وحسن الجوار ما بين النظامين..
(مع محبتي للجميع)
[/JUSTIFY]
سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]