الهندي عز الدين: الذين يدعون حكومتنا لالتزام الصمت والابتعاد عن تفجيرات الجنوب لم يقرأوا ويطلعوا على تاريخ (الملفات السرية) للدول

[JUSTIFY](الجنوب) بالنسبة لـ(السودان) ليس مجرد دولة (جارة) تربطها علاقات دبلوماسية وسفيران وقنصلان وملحقون في “الخرطوم” و”جوبا”..!
} لا .. الأمر مختلف جداً عن “مصر” و”إثيوبيا” و”إريتريا” و”الكنغو” فما يحدث في هذه الدول وغيرها يمكن لوزارة الخارجية السودانية أن تعتبره (شأناً داخلياً) كما وصفت الحالة في “مصر” بعد (الانقلاب)، لكن (الجنوب) الحالي يمثل (جزءاً) غير يسير من ميزانية دولتنا (عدة مليارات من الدولارات تزيد أو تنقص، لا ضابط ولا محدد لها غير مؤشرات الأمن والسياسة هنا أو هناك).
} الذين يدعون حكومتنا لالتزام الصمت والابتعاد عن تفجيرات الجنوب، لم يقرأوا ويطلعوا على تاريخ (الملفات السرية) للدول، ومن بينها دولتنا السودان ذاتها – ماذا فعل على أرضها آخرون، وماذا فعلنا على أراضي بلاد أخرى منذ خمسينيات وستينيات القرن المنصرم.
} مصير ميزانيتنا معلق بعائدات آبار النفط في (أعالي النيل) و(الوحدة)، فهل نقف متفرجين على ما يحدث في الجنوب شأننا شأن اللبنانيين واليابانيين والأفغان؟!
} قبل سنوات طويلة، كان ضابط متقاعد برتبة “عميد” في الجيش السوداني يحكي لي عن (عمليات سرية) نفذتها أجهزة الاستخبارات (السودانية) في دول (اسكندنافيا).. أقصى شمال غرب أوروبا.. في ثمانينيات القرن المنصرم!!
} نحن الآن على مشارف العام 2014م، فهل تقعد دولتنا وأجهزتها المختلفة متفرجة على تطورات حربية دراماتيكية في بوابتها (الجنوبية)؟!
} لقد ظل الأشقاء المصريون يرددون عبارات تاريخية مهمة من شاكلة : (أمن السودان من أمن مصر، والسودان هو بوابة مصر الجنوبية).
} كان المصريون يرفضون من حيث المبدأ مجرد الحديث عن حق تقرير مصير (جنوب السودان) في وقت كان فيه قادة وزعماء سودانيون يوافقون على المشروع (الملغوم)!!
} وما أن تخلت (مصر حسني مبارك) عن شعارها القديم (وحدة السودان خط أحمر) تحت ضغوط الولايات المتحدة الأمريكية ولوبيات (الكيان الصهيوني) في أمريكا وأوروبا، حتى ذهب (الجنوب) بعيداً عن (الشمال)، وابتعد (الشمال) نفسه- عن (مصر)!!
} الحياد (السلبي) هو وقوف أو قعود (السودان) متفرجاً على انفجار المزيد من البراكين في (الجنوب)، فالسياسة الدولية لا تعرف عبارة خارجيتنا (هذا شأن داخلي)، وإلا لما كانت أمريكا في العراق، وأفغانستان، ولما كان لها سجون سرية في أوروبا الشرقية، ولما تدخل سوداننا نفسه- عسكرياً في ليبيا للمساعدة في الإطاحة بالعقيد القتيل “معمر القذافي”.

المجهر السياسي

[/JUSTIFY]
Exit mobile version