أم وضاح : ساب البلد !!

[JUSTIFY]على صفحة رسمية تحمل اسم الدكتور نافع علي نافع مساعد رئيس الجمهورية السابق والقيادي الحالي بالمؤتمر الوطني وهو صفحة بلغ عدد المنضمين إليها حوالي 2 مليون.. صديق أو (معجب) كتب على حائطها تعليقاً على وفاة التشكيلي السوداني «بهنس» الذي مات متجمداً من البرد بجمهورية مصر كتب دكتور نافع «عندنا مثل في السودان يقول من خرج من داره قل مقداره.. والسودان يحتاج إلى طاقات هؤلاء الشباب في البناء والتعمير سيما الطمع وقلة الوطنية هي ما تدفعهم لترك بلادهم الحبيبة وتعمير بلاد الأشقاء» وحديث دكتور نافع بهذه الطريقة جعلني أشعر أن الرجل يتحدث عن شباب غير شباب هذا البلد وبلد غير البلد دي فيا سيدي وأنت رجل كنت على سدة قيادة هذا البلد تعلم تمام العلم كم هي خيبة الرجاء وفشل الآمال التي تواجه الشباب الذين يعلمون بما يشبه اليقين أن دراستهم وكدهم وإجتهادهم في نهاياته يضعهم في بند العطالة والبطالة وانت سيد العارفين كيف يجد الشخص أو الشاب فرصته في العمل..!! وإن وجدها بالطريق السليم ما هو العائد أو الدخل الذي يحقق به أحلامه وطموحاته في تكوين أسرة مستورة وحياة كريمة!! يا سيدي ليس كل من خرج من داره «رفس النعمة» لأن قلبه قوي وما عنده ولاء وما عنده وطنية..! هؤلاء ضاقت بهم الحياة.. وانكسفوا من قعاد الضللة أو سك الوظائف بلا جدوى ولا طائل!! ليس كل من خرج من داره قل مقداره عارف ليه!! لأنه طلع جاهز بلا مقدار ولا قيمة وأمثال (بهنس) كثيرون من الفنانين والتشكيليين الذين يبحثون عن براحات لعرض إبداعهم ومكنونات دواخلهم الضاجة فناً والمتفجرة طاقات وإبداع.. ولأن هذه الدواخل رهيفة وحساسة «تنقدّ» بسهولة لأنها لا تتحمل الضغط العصبي والنفسي فيتحول أكثرهم إلى «بهنس» آخر متمرداً على الواقع ومتمرداً على الظروف فيلغي عقله وإحساسه بما حوله ليهيم على نفسه في الطرقات مشرداً طريداً هارباً من بلد يفترض «أنه يسع الجميع وبخيره لينا يسع» فيا دكتور نافع الآن.. الآن في كثير من الدول العربية والدول الأوربية شباب يبحث عن تحقيق ذاته وطموحه بعضهم خدمته الظروف ففعل وبعضهم لا يملك حق العودة جواً أو بحراً فيضطر إلى البقاء هناك ربما يصبر على الجوع يوم يومين أسبوع لكنه ينتهي في النهاية إلى مجرد متسول ومتشرد!! ربما يتحمل الضغط العصبي ونتائج الفشل وكسر الخاطر يوم يومين قول أسبوع لكنه في النهاية يصبح مجنوناً عليلاً في عقله وطائشاً في أفعاله..

يا سيدي ليس كل من خرج من هذا البلد.. وترك الأهل والديار ومقرن النيلين وشمس الضهرية و ريحة الجروف وطيبة الحروف خرج متنكراً «لبلده الحبيب» كما قلت قاصداً أن يعمر بلاد الغير.. هؤلاء خرجوا لأنهم لم يجدوا المعاول التي يعمرون بها.. ولم تفتح أمامهم الطرق السالكة ليمضوا نحو المستقبل بثبات وإقدام.. وهم يملكون ما يملكون من الإبداع والعلم والمعرفة والغيرة على الوطن.

يا سيدي أن بهنس وغيره لم يقل مقدارهم بخروجهم من الوطن..! لكن الوطن نزع قَدرهَم ومِقدارهم عندما حطم آمالهم وجعلها حبيسة وأسيرة غير مطلوقة السَّراح.. وإن كان بهنس يرحمه الله قد مات معزولاً حزيناً هائماً على وجهه فألحقوا الواقفين في شرفات المدائن بلا آمال ولا سند ولا عضد.. افتحوا لهم حضن الوطن بلا تكبيل.. فكرة أو رأي بلا تمييز تفرضه قرابة حزبية أو أسرية أو جهوية فرحم الله بهنس الذي رسم بجسده الممد في ليلة شتوية باردة مفارقاً الروح والحياة لوحة معبرة لشاب لم يجد الدفء في بلاد شمسها استوائية.. فكيف تمنحه له مدينة تغيب شمسها وراء الغيوم!؟؟

كلمة عزيزة

آخر المعتقلين السودانيين بغوانتامو عاد الأسبوع الماضي إلى أرض الوطن بعد أسر طويل.. عانوا فيه ما عانوا اعتقد أن واجب الدولة بكافة مؤسساتهم نحو هؤلاء واجب ديني واجتماعي ووطني.. أرجو أن يجدوا كل العون والسند حتى لا يشعروا بالجور والغبن.

كلمة أعز

في الوقت الذي قامت فيه حكومة المؤتمر الوطني بتغيير كبير في حقيبتها الوزارية..! تمسكت وللمفارقة الأحزاب المشاركة باسمائها وظل الوضع كما هو عليه..! فعلاً الكرسي حلو حلا!!!

صحيفة آخر لحظة
ت.إ
[/JUSTIFY]

Exit mobile version