, أخذها و بحركة مفاجئة وضعها على الأرض و سجد شكراً بجانبها , ثم قبل يده و مضى فى حال سبيله , و عندما ابتعدنا سألت عنه و قد ساءنى بؤسه – فصعقت عندما علمت من ” زملائه ” من يكون بهنس ؟ .. أضاف ذلك إلى نفسى أطناناً من الذهول و الحيرة , تعاطفت معه كإنسان فماذا بعد أن أدركت طاقته المبدعة و سلوك رفاقه معه ( يخجلنى أن أسمع عنه متأخراً , و لكنها سنة بلادى و إعلامها ).. منذ حينها أصابنى نفور من القاهرة , و عدت فى ظروف شائكة يعلمها كل متابع للشأن المصرى , و كان فى خاطرى أن أصرخ بحكاية بهنس , و لكن إبتلعتنى أحزانى و زحام خيباتى , و واصلت مسيرى و أنا أسمع المغنى يجلجل صوته فى المركبات , يخدعنا بحسن ظن شاعر – و يصيح بفخر زائف : ” الفينا مشهودة .. عارفانا المكارم نحنا بنقوده ” !!
رحمة الله عليك يا بهنس ..
الشاعر السوداني
محمد حسن السيد