المشهد.. يعكس صوراً سالبة يشارك فيها الجميع بدون استثناء. فعمليات التأجير ما بين مُقدم الخدمة وطالبها، تعتمد فقط مبدأ دفع المبلغ المطلوب دون وضع أية اعتبارات أخرى، ما يزيد من فرص إصابة المستأجرين بإصابات قد تكون خطيرة، إضافة الى جملة من السلبيات الأخرى التي سنتعرض لها من خلال التحقيق التالي.
ظاهرة سالبة:
يعتقد«خ، ض» وهو صاحب عربة اعتاد على تأجيرها في ميدان الإزيرقاب، أن ما يحدث يعتبر ظاهرة سالبة تؤثِّر سلبياً على المجتمع بالأخص فئة الطلاب، لجهة أن أصحاب العربات والدراجات البخارية لا يهمهم سوى جني الأرباح بغض النظر عن الكيفية التي يتمكن الطالب من خلالها من توفير ثمن الإيجار. وتابع قائلاً «أعلم تماماً أن بعض الطلاب يتركون مقاعدهم أثناء اليوم الدراسي ويسارعون الى تبديد وقتهم في قيادة العربة أو الدراجة البخارية». وطالب «خ» بضرورة وضع حدٍ لما يحدث مراعاة لمستقبل الطلاب.
سلاح ذو حدين:
في حين أن المواطن عمر قال إن ما يحدث هو سلاح ذو حدين، ويتضمن سلبيات وإيجابيات. فالسلبيات حسب رأيه تنحصر في تسيُّب الطلاب، أما الإيجابيات فهي تقنين ما يحدث حتي يصبح رفاهية عبر تنظيمها وتعيين شرطي يشرف على عمليات الإيجار.
أما المواطن عبدالله، فقد أكد أن ما يحدث يؤثِّر سلبياً على تحصيل الطلاب الأكاديمي، وهو يرى أن المسؤولية تقع في المقام
الاول على عاتق الأسرة. وحكى قصة طلاب لإحدى المدارس، قال إن سكان أحد الأحياء ظنوهم أبناء أسر غنية، لأنهم في كل مرة يشاهدونهم بعربة جديدة، الى أن اكتشفت حقيقتهم بالصدفة، حيث ضُبِط أحدهم وهو يحاول فك موتور مكيف المدرسة حتى يستفيد من ثمنه في استئجار عربة، ليقوم مدير المدرسة بفتح بلاغ في مواجهتهم. وبعد استجواب الطلاب اعترفوا بأنهم كانوا قد قاموا بسرقة العديد من موتورات مكيفات المدرسة.
اليوم الدراسي:
التقت «الوطن» بطالبين يرتديان الزي المدرسي، حيث أشارا الى أنهما اعتادا الحضور الى ميدان الإزيرقاب لاستئجار الدراجات البخارية. وقالا إن الأمر لا يعدو عن كونه ترفيه وتسلية.
وأوضحا بأنهما في السابق كانا يخرجان من المدرسة قبل انتهاء الدوام الدراسي، وأنهما يحرصان على توفير ثمن الإيجار من خلال توفير جزء من المصروف اليومي، إلا أنهما تركا هذه العادة وباتا يحضران الى الميدان في فترات متباعدة.
الشرطة لا تتدخل:
صاحب دراجة بخارية ويُدعى«م» قال إن أيام إيجار الدراجات البخارية «الأحد والأربعاء»، وأن المسافة تنحصر ما بين 180-200 متر. وأكد أن أكثر الفئات حضوراً لاستئجار العربات أو الدرجات البخارية، هم طلاب المدارس وأن أعمارهم ما بين الـ«15-23عاماً». وأوضح بأن ثمن إيجار الدراجة البخارية هو«5» جنيهات، أما العربة «10» جنيهات. وأشار الى أن صاحب الدراجة البخارية أو العربة يحرص على مرافقة المستأجر. وعن الدخل، فقد قال إنه يغطي كل منصرفاتهم.
وبخصوص شرطة المرور قال إنها لا تتدخل في عملهم على اعتبار أن الإيجار ينحصر داخل الميدان فقط.
تحقيق/ آلاء عمر: صحيفة الوطن
[/JUSTIFY]