فالمشكلة بين كل هذه الأطراف ما زالت قاسئمة، ولكن استوقفتني كثيراً عبارة شيخ الأمين في الحوار عندما قال: «ندى القلعة والصالات ديل ما مزعجين بقت على شيخ الأمين».. عفواً شيخ الأمين أنت شخص نكن له محبة وتقدير، ولكن هذا الحديث الذي قلته خرجت به كثيراً عن النص، وأكسبك عداوات مع أناس أنت في غنى تام عنهم فما دخل ندى القلعة في خلافاتك وصراعاتك حتى تقحمها وتزج باسمها بصورة غير مبررة..
فهل ندى وأصحاب الصالات أعضاء من قريب أو بعيد في الحرب التي يقودها البعض ضدك، وتزعم بها، وهل فقدت التركيز الى هذه الدرجة في الحديث وأصبحت تهاجم في كل الاتجاهات لتصيب سهام نقدك أشخاصاً ليس لهم أدنى علاقة بمشاكلك وقضاياك، وتشتري بذلك عداواتهم بأرخص الأثمان، وهل مثل هذا الحديث يجذب الشباب اليك، وأنت ترفع شعار ممارسة عملك الديني بالشكل الحديث بالمظهر، وارتداء الثياب الفاخرة ومواكبة عصرهم، باستخدام أحدث ما تنتجه الميديا والتكنلوجيا العالمية وغيرها وغيرها، فندى القلعة شئت أم أبيت هي فنانة صاحبة رسالة فرضت نفسها بقوة على الشعب السوداني بأعمالها بدون أي مشاكل أو قضايا أو محاكم، ولها قاعدة جماهيرية كبيرة لا يستهان بها، فهل تسعى لكسب عداوتها ولماذا خصصتها بالاسم دون بقية المطربين والمطربات، فهل هي زلة لسان جاءت في سياق الكلام أم أنك من محاربي ومحرمي العمل الغنائي والثقافي عموماً.. وهل تود أن تنغص أفراح الناس وبهجتهم بهذا الحديث المتشدد وتزيد عليهم عبء غلاء المعيشة ونكد الحياة، أم أنك بصدد إصدار فتوى قريباً بتحريم الغناء وتعمل على منع ممارسته بصورة نهائية في البلاد، والله يا شيخ الأمين هجومك على ندى القلعة وأصحاب صالات المناسبات ده شيخ دفع الله حسب الرسول محارب وعدو الغناء الأول في البلاد ما قالوا.
أنا أعلم بأنك شيخ متفتح ومتطلع وبعيد كل البعد عن التطرف، وتجذب الشباب بأسهل الطرق اليك، وتخاطبهم بلغة عصرهم، لذلك لا أعتقد أنك من محاربي وأعداء الغناء، وهجومك على ندى القلعة وأصحاب الصالات هذا لا يعدو أن يكون انفعالا في الحوار أو زلة لسان، لأنك تعلم جيداً بأن أفراد الشعب السوداني هم من يستأجرون الصالات ويدفعون لندى القلعة الأموال لتشاركهم بالغناء في مناسباتهم بحضور أهلهم وأصدقائهم وجيرانهم، فهل يأتي كل هؤلاء بحثاً عن الإزعاج يا شيخ الأمين.. فأين المنطق في ذلك، فالحضور الى المسيد والذكر الذي تقيمه ليس فرض عين وواجب على كل مواطن سوداني، فالرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن متشدداً في دعوته للإسلام.
وختمت حديثك في الحوار يا شيخ الأمين بقولك «أنا بقول من عفا وأصلح فأجره على الله وبطلب العفو من الذين أخطأوا في حقي وأنا مسامح كل من أساء الي أو عادانا».. وهذا كلام وروح جميلة ورائعة جدا بعفوك عن من أخطأ في حقك، لذلك تجدني أطالبك بالاعتذار فوراً بهذه الروح السامية التي تتحلى بها لمن أخطأت أنت في حقهم من غير قصد وهم الفنانة ندى القلعة وأصحاب الصالات، حتى لا تكسب عداوات أنت في غنى تام عنها.
صحيفة آخر لحظة
ت.إ[/JUSTIFY]