واللسان نعمة من نعم الله العظيمة ولطائف صنعه الغريبة ، يمكن أن نصفه بأنه ( عظيم طاعته وجُرمه ) إذ لا نستبين الكفر من الإيمان إلا بشهادة اللسان ، وهما غاية الطاعة والعصيان ،، وفيه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :{ وهل يُكَبُّ الناس في النار على مناخِرِهِمْ إلاّ حصائِدَ ألسِنَتِهِم ؟! } هكذا كان نوع الإستفهام التعجبي الذي بدر عن نبي الله محمد ، تعظيماً لشأن الوظيفة العظيمة التي يقوم بها اللسان ، وتنبيها منه صلى الله عليه وسلم لخطورة هذا العضو للبحث عن آفاته وتوخي الحذر من زلاته ، لذلك وجب علينا ذكر آفات اللسان لنعيها جيداً ونتجنب الوقوع فيها بإذن الله تعالى بعزم جاد وعزيمة مُجاهد ،، من آفات اللسان مايلي :
* آفة الكلام فيما لا يعنينا
* آفة فضول الكلام
* آفة الخوض في الباطل
* آفة المِراء والجِدال
* آفة الخصومة
* آفة التقعُّر في الكلام
* آفة الفحش والسب وبذاءة اللسان
* آفة اللعن لحيوان أو جماد أو انسان
* آفة الغناء والشعر الفاحشين
* آفة المزاح في غير الحق
* آفة السخرية والإستهزاء
*آفة إفشاء الأسرار
* آفة الوعود الكاذبة
* آفة الكذب في القول واليمين
* آفة الغيبة
* آفة النميمة
* آفة ذو الوجهين
* آفة المدح – تعني التملق –
* آفة الغفلة عن دقائق الخطأ في الكلام عما يتعلق بالله وصفاته
* آفة سؤال العوام عن صفات الله تبارك وتعالى
* آفة سؤال غير الله مما يوقع في الشرك الخفي
ولا ننسى وصف الدواء لكل تلك الآفات ، ويكون بتحري الكلمة الطيبة ، وكبح جماح الإندفاع عند الغضب ، والتفكير والتروي قبل التفوه بما نود أن نقول، والتعفف عن سؤال غير الله تعالي ، والصدق عند التحدث ، والوفاء بالوعد والعهد ، تجنّب الحلف بالأيمان الكاذبة ، توخي السخرية الإستهزاء فذلك من شيم الجهلاء ، الحفاظ علي أمانة السر ، الحذر من النميمة والغيبة إلا في وجهها المشروع ،تحري الحق قبل الحكم والقطع بالقول ، تقوى الله في كل كلمة نحاول أن نتفوه بها ، عملاً بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم { إنّ المرء لينطق بالكلمة من سخط الله فتهوي به في جهنّم سبعين خريفاً } وقد سُئل رسول الله صلي الله عليه وسلم : أي المسلمون خير؟ قال : { من سلم المسلمون من لسانه ويده } ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم { لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم لسانه ، ولا يدخل رجل الجنة لا يأمن جاره بوائقه } ، وقد أخذ ابن عباس بلسانه وقال له : ” اسكت تغنم ، واسكت عن سوء تسلم ، وإلا فأعلم أنك ستندم ” ، وكان ابن مسعود يقول :” والله الذي لا إلاه إلا هو ، لا يوجد في هذا الكون شيء أحق بطول حبس من لسان ” ،، وقال الإمام الشافعي رحمه الله لصاحبه الربيع :” يا ربيع ، لا تتكلم فيما يعنيك ، فإنك إذا تكلمت بالكلمة ملكتك ولم تملكها ” .
لذلك ما من يوم تصبح الأعضاء إلا وهي تخاطب اللسان وتقول له : « اتق الله فينا ، فإنما نحن بك ، فإن استقمت استقمنا ، وإن اعوججت اعوججنا » .. [سبحان الله والحمدلله ولا إلاه إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله والله أكبر ] فلتكن هذه الكلمات ملازمة للسانك ماحييت ، ولا تلومَنّ إلا نفسك إن تركتها .
هنادي محمد عبد المجيد
[email]hanadikhaliel@gmail.com[/email]