* الغيبة عرّفها النبي صلى الله عليه وسلم فقال :{ ذِكرَكَ أخاك بما يكره ولو كان فيه ، قيل يارسول الله : إن كان في أخي ما أقول ؟ قال : إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته ، وإن لم يكن فيه فقد بهته } وما يكرهه الإنسان يتناول خَلْقَهُ وخُلُقَهُ ونسبه ، وكل ما يخصه .
وعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : ” قلت للنبي صلي الله عليه وسلم : حَسْبُك من صفية كذا وكذا – تعني أنها قصيرة – فقال النبي صلى الله عليه وسلم :{ لقد قلت كلمة لو مُزجت بماء البحر لمزجته } أي خالطته مخالطة يتغير بها طعمه أو ريحه لشدة قُبحها .
الغيبة من كبائر الذنوب وهي مُحرّمة بإجماع المسلمين ، فقد قال عليه الصلاة والسلام :{ كل المسلم على المسلم حرام ، ماله وعرضه ودمه } .
وعن سعيد بن زيد رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :{ إن من أربى الربا الإستطالة في عِرض المسلم بغير حق { والقائل والمستمع للغيبة سواء
لذلك صّور القرآن الكريم الغيبة في صورة منفرة ، تتقزز منها النفوس ، وتنبو عنها الأذواق ، قال تعالى : [ أيُحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه ] الحجرات١٢ ،، فمثل المُغتاب كمثل الكلب ، فالكلب هو الحيوان الوحيد الذي يأكل لحم أخيه بعد موته والعياذ بالله ،، والمُغتاب يُعذّب في قبره بأن يخمش وجهه بأظفاره ، حتى يسيل منه الدم ، ففي ليلة المعراج مرّ النبي صلى الله عليه وسلم بقوم أظفارهم من نحاس يخمشون بها وجوههم وصدورهم فقال :{ من هؤلاء يا جبريل ؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم } ..
وعن ابن عمر قال : صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر فنادى بصوت رفيع فقال : { يا معشر من قد أسلم بلسانه ولم يفضِ الإيمان إلى قلبه ، لا تؤذوا المسلمين ، ولا تُعيّروهم ولا تتبعوا عوراتهم ، فإنه من يتبع عورة أخيه المسلم تتبّع الله عورته ، ومن تتبع الله عورته ، يفضحه ولو في جوف رِحله }.
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : “عليكم بذكر الله فإنه شفاء ، وإياكم وذكر الناس فإنه داء ”
وقال ابن المبارك : ” لو كنتُ مغتاباً أحداً ، لأغتبت والدي لأنهما أحق بحسناتي ” .. هنادي محمد عبد المجيد
[email]hanadikhaliel@gmail.com[/email]