وهؤلاء المشجعون يسكبون (آلامهم وأوجاعهم) في عشق (مستديرة) وساحرة تقرأ أيدي الجميع وتقلبها لمعرفة قدر (المكسب أو الخسارة).. ميول الهوى والهوية عندهم ساهم في إضفاء جو احتفالي يمتد إلى داخل الأسرة وخارجها، وذات الميول يُدخل أفراد الأسرة في مناكفات لذيذة.. وعلى الرغم من عشقنا الخرافي لهذه اللعبة إلا أن كرتنا السودانية ترفض أن تروي ظمأ محبيها كما كانت تفعل في عصرها الذهبي، لما كان أبطالنا يقودون الانتصارات والفتوحات في الميادين الخضراء قبل أن تحدث النكسة التي نعاني من آثارها. { أسماء خالدة في قائمة التشجيع
لا شك أن المشجع السوداني ظل يلعب دوراً كبيراً في عوالم كرة القدم، حتى أن هناك مشجعين صار لهم شأن والجميع يعرفهم بألقابهم.. وهؤلاء ظلوا يرافقون أنديتهم بالداخل والخارج للتشجيع والمساندة، منهم على سبيل المثال (الجنيد، الصحاف، أبو شاكوش، تمساح وكارلوس) وغيرهم، وهذا يدل على أن كرة القدم معشوقة الجماهير السودانية. { الهروب إلى تشجيع الفرق الأجنبية
وفي مقابل واقع الكرة الذي تجسد في فشل الفرق والأتيام الوطنية من حين إلى آخر، أُحبط الكثيرون لدرجة أنهم ابتعدوا عن تشجيع من التفوا حولهم لأعوام لعدم تحقيقهم المراد، والأسوأ من ذلك أن المشجع السوداني تعلق باللاعبين أكثر من الأندية نفسها، ولكلٍ لاعب يفضله.. وغير ذلك، نحن في السودان لا نجيد التعامل بلغة الاحتراف الحقيقية التي نتابعها في الدول من حولنا، حيث تفرض العاطفة كلمتها في التعاقد مع هذا اللاعب أو ذهاب ذاك، والدليل أن عشرات اللاعبين الأجانب الذين (احترفوا) في أنديتنا السودانية انتهت مسيرتهم دون أن يضعوا بصمة واضحة أو يحترفوا في أوروبا، وكذلك غياب النظرة الفنية في عملية اختيار اللاعب الأجنبي، ذي الموصفات الخاصة، ليبتعد بفعل سيطرة آراء قادة الأندية في الجوانب الإدارية، والشاهد على فشل تجربة الاحتراف في السودان تلك المبالغ الخيالية التي ظل يصرفها إداريو الأندية (خاصة في المريخ والهلال)، ودائماً ما تكون محصلتها صفراً كبيراً.. والمعالجات التي ينبغي أن يتبعها اتحاد الكرة تتمثل في ضرورة الإسراع لوضع ضوابط تحكم عملية التعاقد مع المحترفين الأجانب. { مسؤولية تراجع كرة القدم
أثبتت التجربة أن للإعلام الرياضي دوراً مباشراً في تراجع كرة القدم من خلال الأساليب السالبة في تغطية الأحداث الرياضية عبر الصفحات الرياضية، مما ساعد على نشر التعصب وسط المشجعين، إلى جانب الانحياز للاعبين على أساس الاسم والشهرة وليس الأداء الحقيقي، ووضح ذلك جلياً مع ظهور الاعتصامات والتظاهرات من جانب جماهير الهلال رفضاً لقرار المجلس المتعلق بشطب اللاعب “هيثم مصطفى”، وهذه الظواهر بالتأكيد هي نتاج الدور السلبي الذي يقوم به معظم الإعلاميين وساهم في تثبيت التعصب وفقدان الثقة في اللاعب السوداني، وهذا ما جعل السواد الأعظم من السودانيين يهجرون تشجيع الفرق المحلية ويهاجرون عبر الفضائيات لتشجيع الفرق الأجنبية أو العالمية، وحتى الصغار تجدهم يعرفون كل صغيرة وكبيرة عن تيم (برشلونة) و(ريال مدريد) من خلال متابعتهم واهتمامهم الدائم بالدوري الأوربي والإنجليزي والأسباني والألماني.
صحيفة المجهر السياسي
سعدية إلياس
ع.ش