ومنذ ذلك اليوم أصبح «العجب» حالة لها وزنها في مجال التربية والتعليم!! إن قضية المعلم يا حضرة الوزير هي أُس المشكلات ذلك إذا فعلاً اتفقنا أن المعلم هو رأس الرمح في العملية التربوية والتعليمية.
واليوم نجد أن المعلم الذي عصفت به الظروف المعيشية أكثر من غيره لا يبيع الفول فقط.. ولكن قد يسوق ركشة أو يفرش طماطم أو جرير أو يرمي طعمية، أو كل ما يجعله لا يميل لذاكرة بيت الشعر الذي يقول: قم للمعلم وفيه التبجيلا.. كاد المعلم أن يكون رسولا
وحينما تكون لقمة العيش هي «الجبروت» الذي يتحكم في قدر المعلم ومكانته فإن أقل ما يفعله كي لا يهتز ذلك القدر بركشة أو «قدرة» هو أن يلجأ إلى بيع مذكرات.. دروس خصوصية.. الخ. وقديماً كان لوح الاردواز.. وكانت السبورة تتسع للامتحانات ولم تكن هنالك حفلات تخريج لرياض أطفال.. ولعل ما شب من نيران التكاليف والصرف على التعليم في أيامنا هذه يفوق الخيال..
فهل من عودة يا حضرة الوزير إلى الواقعية؟!
وهل من المستحيل أن نحفظ للمعلم مكانته ليسمو في تخصصاته.. إن ذلك لا يتأتى بزيادة المرتبات.. ولكن يتأتى بتوفير مقومات الحياة الآمنة الكريمة له من ضروريات السكن والتعليم والعلاج والتدريب.
فإذا افلحت في دورتك الوزارية القادمة ونحن نتفاءل في أن تحقق تقدماً في تلك الضروريات فإنك بالتأكيد تكون قد اعدت قطار التعليم لخطه الصحيح وأفلحت كثيراً في أن «تقرع الباقيات».
صحيفة الإنتباهة
ع.ش