الهندي عز الدين :التهميش الآن ينتقل إلى (الوسط) إلى (صرة) السودان بينما تكاثر الوزراء ووزراء الدولة من (دارفور) و(كردفان) ابتداءً من نائب رئيس الجمهورية

[JUSTIFY]مع ظهور أعراض انقسام (الإسلاميين) في الحزب الحاكم نهايات العام 1999، صدرت مطبوعة (سرية) باسم (الكتاب الأسود) تم توزيعها بحذر في بعض المكتبات، وتداولها المئات من الناشطين في العمل العام، ثم من بعد ذلك عرف بتفاصيلها الآلاف إما بالاطلاع المباشر أو بالسماع.
} (الكتاب الأسود) اتُهم بإعداده وصياغته مجموعة من السياسيين والكتاب الذين صُنفوا لاحقاً في صف حزب (المؤتمر الشعبي) في بدايات تخلقه بزعامة الشيخ “حسن الترابي”.
} خلاصة ما ورد في (الكتاب الأسود) أن الغالبية العظمى من أعضاء حكومة السودان (وزراء ووزراء دولة ودستوريين في مختلف المناصب) ينحدرون من الولاية (الشمالية) تليها ولاية (نهر النيل) حيث وزع الكتاب حكام السودان من الرئيس وإلى أصغر وزير بالاسم والقبيلة والجهة ما بين (شايقية) و(دناقلة) و(محس) و(جعليين)، أما بقية جهات وقبائل السودان، وعلى وجه الخصوص ولايات دارفور وكردفان، فلا أثر لها بين قادة السلطة الحاكمة في السودان.
} (الكتاب الأسود) على بساطته وضعف مادته كان يمثل (المانيفستو) الأساسي لقيام (حركات التمرد) في دارفور بالتخندق حول فكرة (التهميش) للقبائل والأقاليم الأخرى!
} وعلى هذه (النقارة) ظل عدد كبير من أبناء دارفور ومناطق أخرى في السودان بمن فيهم منسوبو حزب (المؤتمر الوطني) الحاكم يضربون ويعرضون في ساحات الداخل والخارج: (التهميش.. التهميش.. التهميش)!!
} تكاثرت حركات التمرد في دارفور وتناسلت وامتد أثرها إلى كردفان، واستغلت (الحركة الشعبية قطاع الشمال) هذا الطقس بعد اتفاقية السلام، فأخذت تعزف باستمرار مقطوعة (التهميش والمركز)!! وحتى بعد انفصال (جنوب السودان) بالاستثمار في التربة والطقس المواتي، تواصل العزف بذات الإيقاع في (جبال النوبة) و(النيل الأزرق).
} الآن.. وبعد مرور (14) عاماً على مفاصلة (الإسلاميين) وصدور (الكتاب الأسود)، تغير المشهد على قائمة (التشكيل الوزاري) فقط.. ولكن لم يتغير شيءٌ على الميدان.. هناك في دارفور.
} التهميش الآن ينتقل إلى (الوسط) إلى (صرة) السودان.. بينما تكاثر الوزراء ووزراء الدولة من (دارفور) و(كردفان) ابتداءً من نائب رئيس الجمهورية، ومساعد الرئيس، رئيس السلطة الإقليمية، ووزيري دولة برئاسة الجمهورية، مروراً بوزير رئاسة مجلس الوزراء، والعدل، والصحة، والحكم الاتحادي، والصناعة، والنقل والطرق والجسور ومناصب وزارية ودستورية عديدة، فهل أفاد ذلك في وقف الحرب، ومكافحة دعاية التهميش (السوداء) إقليمياً ودولياً، بل حتى على مستوى القواعد داخل إقليم دارفور؟!
} تغيرت الأرقام، فصار وزير (المالية) (السابق) من دارفور، ووزير (العدل) من دارفور، و(الطرق والجسور) و(الصحة) ورئيس مجلس الولايات، و… و… ومن كردفان جاء الآن وزير الداخلية، ووزير الثقافة، ووزير الإعلام، ووزير الثروة الحيوانية و….
} يجب أن تمضي الدولة إلى الأمام في (نبذ) فكرة التعيين بالموازنات (الجهوية)، فلا مانع أن يكون كل مجلس الوزراء من “كسلا”، أو من “الضعين” إذا كان الاختيار بالكفاءة، لأن الذين يمثلون تلك (الجهات) لم يفعلوا شيئاً بين أهليهم لإيقاف الحرب، كما أن “عبد الواحد” و”جبريل” و”مناوي” و”عبد العزيز الحلو” وما يسمى بـ(المجتمع الدولي) لا يعترفون بأن هؤلاء وأولئك يمثلون (المهمشين).
} ليس بالضرورة أن يكون هناك (وزير) واحد في الحكومة الاتحادية من “القضارف” أو “كريمة”، ولكن الأهم أن تتطور الخدمات في “القضارف” و”كريمة” على يد وزير من “الدلنج”.
} إذا كانت قيادة الدولة قد اختارت وزراءها بمعيار الكفاءة والقدرة، فهذا حسن، أما إن كان في الحُسبان أن “زيد” أو “عبيد” يمثل (جهة) كذا و(قبيلة) كذا فإنه لم.. ولن يفعل شيئاً لإيقاف (حرب) ومنع (تمرد).
} أين أولئك الذين أصدروا (الكتاب الأسود)؟!

صحيفة المجهر السياسي

[/JUSTIFY]
Exit mobile version