ومعلوم أن الذي يتحصن بالحصن إنما يريد أن يحمي نفسه في الحرب ، ومن ذلك المعنى الحربي لكلمة حصن جاءت كلمة المُحصنات ، والله تعالى يقول عن الجواري وغيرهن : [ وَلاَ تُكرِهوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى البِغاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنا ً ] النور ٣٣ ، أي أردن حماية أنفسهن من البغاء والرذيلة .
والمرأة تكون مُحصَنة إذا كانت عفيفة أو متزوجة أو من الحرائر ذوات النسب العريق ، والقرآن الكريم استعمل لفظ المحصنات وتوابعها في المعاني السابقة .
* يقول تعالى عن السيدة مريم :[ والتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنا ] الأنبياء ٩١ ، [ وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرانَ التي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا ] التحريم١٢ ، فالإحصان هنا بمعنى العِفّة وصيانة العِرض والشرف ، أي أن المُحصَنة لها من أخلاقها ما يصونها عن الرذيلة .
* لفظ المُحصنة لا يعني المتزوجة فقط ، وإنما يشمل كل عفيفة شريفة من النساء سواء كانت متزوجة أو مُطلقة أو لم يسبق لها الزواج أصلاً ، وإذا رماها ظالم بما يقدح في شرفها ولم يثبت ذلك بالشهود فعقوبته ثمانون جلدة مع انعدام الأهلية للشهادة ، والله تعالى يتوعده بالعذاب واللعنة .
* الإماء والجواري كنّ عُرضة للفتنة والغواية ، والله تعالى يُجيز التزوج منهن لمن يخشى على نفسه العنت والوقوع في الزنا ، ويكون التزوج منهن بإذن مالك الجارية وهو صاحب الأهلية عليها ، وأن يدفع لها مهراً حسب المتعارف عليه ، وذلك بهدف أن يكون زواجاً شرعياً ،وليس بغرض الزنا ( السفاح) أو اتخاذ خليلة .
* قال تعالى :[ إنَّ الذينَ يَرْمُونَ المُحْصَناتِ الغَافِلاتِ لُعِنوا فِي الدُّنيْا والآخِرَة وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيم ] وتعني هذه الآية أن الذين يرمون ويقذفون العفيفات الغافلات المؤمنات
اللاتي لم يخطر ذلك بقلوبهن ، مطرودون من رحمة الله في الدنيا والآخرة ، ولهم عذاب عظيم في نار جهنم ، وفي هذه الآية دليل على كفر من سبَّ أو اتهم زوجة من زوجات النبي صلى الله عليه وسلم بسوء ،، ومن هنا نعرف أن الإحصان هو مادي جسدي وكذلك معنوي ، فالغفلة تمثل الجانب المعنوي وارتداء الحجاب يمثل الجانب الجسدي في الإحصان .
هنادي محمد عبد المجيد
[email]hanadikhaliel@gmail.com[/email]