للصبر قيمة في حياتنا‏

للصبر قيمة في حياتنا‏
ورد ذكر الصّبر أكثر من تسعين مرّة ، وفي مواطن مُختلفة في القرآن الكريم ، وذُكرت كلمة الصبر ١٠٢ مرة ، حيث قال تعالى : [ إِنّمَا يُوفَّى الصَّابِرون أَجْرَهُمْ بِغَيْر حِسَابْ ] الزُّمُر١٠ ، وقد أمر الله نبيه بالصبر وبشّره وبشّر الصابرين :[ فَأَصْبِرْ إِنّ العَاقِبَةَ لِلْمُتّقيِنْ ] هود٤٩ ، وقد قرن الله تعالى الصبر بالعبادات حيث قرنه بالصلاة
[ وَاْستَعِينوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَة ِ] البقرة٤٥ ، وقال سبحانه وتعالي أنَّ الصابرين في معيّته حيث جاء في سورة الأنفال الآية ٤٦ :[ وَاصْبِروا إِنَّ اللَّه مَعَ الصَّابِرين ].
قال النبي صلى الله عليه وسلم : { ما أُعطي أحد عطاءا خيرا وأوسع من الصبر }
يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه :” وجدنا خير عيشنا الصبر ” وقال :” أفضل عيش أدركناه بالصبر ، ولو أن الصبر كان من الرجال كان كريما .
وقال علي بن أبي طالب :” ألا إن الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد ، فإذا قُطع الرأس بار الجسم ، ثم رفع صوته فقال : إنّه لا إيمان لمن لا صبر له .
ِوقال علي كرّم الله وجهه : إصْبِر علي مضضِ الإدلاج في السّحر .. وفي الرواح وفي الطاعات وفي البُكَر
إني رأيتُ وفي الأيام تجربة .. للصبر عاقبة محمودة الأثر
وقلّ من جدّ في أمر يؤمله .. واستصحب الصبر إلا فاز بالظفر
قال الحسن :” الصبر كنز من كنوز الخير ، لا يُعطيه الله إلا لعبد كريم عنده .
قال ابن القيّم في مدارج السالكين :” هو حبس النفس عن الجزع والتّسخط ، وحبس اللسان عن الشكوى ، وحبس الجوارح عن المعصية ” ، والصبر خمس مراتب :*الصابر * والمُصطبِر ،* والمُتصبّر ،*والصّبور ،* والصّبار ،، وهي درجات بعضها فوق بعض من حيث درجة الإحتمال وعظيم الأجر أدناها الصابر وأعلاها الصّبار.
فالصبر هو : قدرة الإنسان على ضبط إنفعالاته والتحكم بتصرفاته بالنحو المطلوب وهو جوهرة الإرادة الضابطة للسلوك ، إذن قيمة الصبر هي من أهم القيم وأكثرها أصالة للنفس ، لكونها مجاورة للعقل والإرادة اللذين هما أساس الأفعال وجوهر الشخصية .
والصبر يعني العفو عند المقدرة ، أو كظم الغيظ ، أو التأني عند الشدة أو تحمل المكاره ، أو القناعة ، أو العفة ونحوها من الأخلاق والمواقف الرائعة .
قال عمر بن عبد العزيز : ” ما أنعم الله على عبد نعمة فأنتزعها منه فعاضه مكانها الصبر ، إلا كان ما عوضه خيراً مما انتزعه
الصبر جواد لا يكبو ، وصارم لا ينبو ، وحصن حصين ودرع متين .
وقال رجل للإمام أحمد : كيف تجدك يا أبا عبدالله ؟ قال : بخير في عافية ، فقال له : حممت البارحة ؟ – أي أصابتك الحُمّى ؟ – قال : إذا قلت لك : أنا في عافية فحسبك ،لا تخرجني إلى ما أكره ، أي أنه لا يريد أن يشتكي حاله فيضيع أجر صبره .
الصبر عند المصيبة يُسمى ايمانا
الصبر عن الأكل يُسمى قناعة
الصبر عند حفظ السر يسمى كتمانا
الصبر من أجل الصداقة يسمى وفاءا
إصبر قليلا فبعد العسر تيسيروكل أمر له وقت وتدبير
اصبر لكل مصيبة وتجلّد واعلم بأن الدهر غير مُخلّد
الصبر صبران : صبر على ما تكره ، وصبر على ما تحب
إنما الصبر عند الصدمة الأولى
إن السماء ترجي حين تحتجب
دواء الدهر الصبر عليه
صبرك عن محارم الله أيسر من صبرك على عذاب الله
من صبر ظفر
من لم يصبر على كلمة ، سمع كلمات
وأفضل أخلاق الرجال التّصبُّر، وعاقبة الصبر الجميل جميلة .
قال حكيم لإبنه : يا بُني إن أردت أن تُصاحب رجلاً فأغضبه ، فإن أنصفك من نفسه فلا تدع صحبته ، وإلا فاحذره !
هنادي محمد عبد المجيد
[email]hanadikhaliel@gmail.com[/email]
Exit mobile version