انكار اعتقال وفي ذات الأثناء حمَّلت زوجة الأمين العام للحركة الشعبية باقان أموم «سوزان» الرئيس سلفا كير والحكومة مسؤولية سلامة زوجها، وقالت للصحفيين إن باقان اتصل بالأسرة أمس، وقالت لاحقاً لقناة «الجزيرة» أمس، إن حكومة الجنوب تنكر تماماً عبر الناطق الرسمي لها أن تكون قد اعتقلته على الرغم من اعتقال زوجي أمام الكثير من شهود العيان. وذكرت أن السلطات سمحت لزوجها بالاتصال بهم للاطمئنان إليهم، ونوهت باعتقاله أمس بواسطة قوة أمنية خاصة من منزله واقتياده لجهة مجهولة. وفي غضون ذلك أكد مجلس الأمن الدولي أن بعثة الأمم المتحدة لدى جنوب السودان تملك صلاحيات كافية تخولها استخدام القوة للدفاع عن المدنيين. وحذر رئيس مجلس الأمن الدولي من أن العنف في دولة جنوب السودان، والذي يُعتقد على نطاق واسع بأن له أبعادًا عرقية، يمكن أن يتصاعد ليتحول إلى حرب أهلية. وفي تصريحات لبي بي سي قال جيرار أرو، مندوب فرنسا بالمنظمة الدولية، إن الأمم المتحدة تلقت تقارير تشير إلى أن المئات قُتلوا في أعمال عنف منذ «محاولة انقلاب» يوم الأحد الماضي. غير أنه أشار إلى أن المدنيين لا يتعرضون للاستهداف المخطط . عنف لفئات في الوقت نفسه، قال بان جي مون أمين عام الأمم المتحدة إنه يشعر بقلق عميق إزاء «خطر استهداف العنف لفئات بعينها». وناشد الجميع وقف إطلاق النار فورًا.
وفي سياق متصل قالت مجلة «الإيكونوميست» البريطانية، في تقرير على موقعها أمس إن ظهور الرئيس سلفا كير المفاجئ على شاشات التليفزيون الإثنين الماضي كان مثار قلق في شكله ومضمونه، حيث استبدل بدلته السوداء وقبعتة الشهيرة ببزة عسكرية معلنًا إحباط محاولة انقلابية تزعَّمها خصمه السياسي ونائبه المعزول في يوليو الماضي رياك ماشار، واعتبرت المجلة إلقاء الرئيس كير اللوم على خصمه مشار بمثابة محاولة من جانب الأول لتبرير القمع تجاه أنصار الثاني. لافتة إلى أن تكوين الجيش يعكس السياسات التقسيمية للدولة الناشئة. ونقلت المجلة عن محلل أمني قريب من الجيش القول «إن تلك لم تكن محاولة انقلاب حقيقية.. إن ما حدث كغيره من الأزمات السابقة محض حادث مبني على الشكوك والشائعات». وقالت المجلة إن المانحين الغربيين والأمم المتحدة لا يزالون قادرين على استخدام نفوذهم المتمثل في مليارات الدولارات في صورة مساعدات لإبرام تسوية بين الجانبين المتصارعين على السلطة. ورصدت «الإيكونوميست» ملاحظات أشخاص مقربين من الرئيس كير مفادها أن الرجل قد تغير، وسط تساؤلات عما إذا كانت المشكلات الأخيرة حول ثروته قد أثرت عليه في عملية اتخاذ القرار. واختتمت المجلة تقريرها بإيراد وصف أحد الدبلوماسيين الذين يعرفون كير منذ الحرب الأهلية قائلاً: «إن هذا الرجل يختلف تمامًا عن كير الذي عرفناه».
صحيفة الإنتباهة
هيثم عثمان
ع.ش