*للاسف ارتبط شهر رمضان في بلادنا بعكس الحكمة التي من اجلها فرض الله علينا الصيام حيث يزداد الاستهلاك والصرف على مائدة الافطار ويتحول شهر رمضان عند بعض الصائمين الى شهر للطعام والشراب الزائد.
*صحيح اثرت الظروف الاقتصادية على مائدة الافطار لكن للاسف يظل الاستهلاك اكثر خاصة للسكر باكثر من حاجة الجسم اليه ضمن عادات اخرى مضرة صحيا واقتصاديا لابد من محاصرتها خلال هذا الشهر الفضيل.
*معروف ان حكمة الصيام تتجلى في مغالبة الشهوات بالصبر طوال ساعات النهار على الجوع والعطش ولكنها لاتبلغ غايتها الا بالامتناع عن كل ما يسبب الاذى للنفس وللاخرين وهذا هو السبيل للوصول الى الهدف الاسمى من الصيام بتحقق التقوى.
*من اجل هذا قال الله سبحانه وتعالى في محكم التنزيل : كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون علما بان تقوى الله هى غاية كل العبادات.
*ان تذكر حال الفقراء والمحتاجين لايتم بمجرد الامساك عن تناول الطعام والشراب والجماع خلال ساعات الصوم ،انما لابد من اتباع ذلك بفعل يخفف عنهم حالهم من بين تلك الافعال موائد الافطار التي تقام في الشوارع اوفي اماكن العمل او في بيوت الاسر الكبيرة الى ان تكتمل باخراج زكاة الفطر عن الصائمين واسرهم وتوزع على الفقراء والمحتاجين.
*تكثر في هذا الشهر العبادات والانتظام في تلاوة القرآن الكريم وهي مظاهر طيبة ولكن ينبغي استصحابها طوال الشهور والايام مع الاستمرار في اداء الصلاة التي يحرص البعض على ادائها فقط في هذا الشهر رغم انها من اهم اركان الاسلام.
*كذلك لابد من المحافظة على تلاوة القرآن الذي هو مفتاح التقوى كما جاء في قوله عز وجل : (الم ذلك الكتاب لاريب فيه هدى للمتقين) لذلك فان التقوى تتنزل على النفس وتترسخ في القلب بتلاوة القرآن وتدبر معانيه.
*نسأل الله العلي القدير ان يبلغنا رمضان ويمكننا من صيامه وقيامه وان يشملنا بنفحاته وخيراته وان يقوي اواصر الرحمة بيننا ونحن نتطلع الى آفاق ارحب ننعم فيها جميعا بخيرات بلادنا انه نعم المولى ونعم النصير.
[/JUSTIFY]
كلام الناس – السوداني