وأشار الحسين وما أشبه الليلة بالبارحة بأن الأزمة تكمن في الصراع السياسي الذي لا ينتهي ما بين رموز وأقطاب المجتمع الحزبي.. مشيراً إلى أن البشير والميرغني والمهدي والترابي لكل منهم أفكاره التي يرى عبرها المخرج في معالجة كل أزمات البلاد، ولكن الواقع المرير وتلك المخاطر التي تهدد أمن واستقرار البلاد تتطلب أجماعهم على رؤية سياسية وفكرية ووطنية واحدة، تجنب السودان كل أشكال التمزق والانقسام الذي قد يطيح بآمال الجميع إلى ما لا نهاية، مؤكداً أن كل الأنظمة الشمولية الأحادية التفكير لا يمكن لها أن تبقى في الحكم إلا بغرض الوصاية والقمع وإلغاء الآخر.
وذكر عصام الماحي محاوراً سيد احمد الحسين بأن النص المسرحي في السودان والواقعي الذي يفهمه كل العالم بأن هذا البلد بلد زراعي، مبيناً أن الخروج عن النص قد جعل 90% من سكانه وأهله فقراء، وأن البلاد التي فجرت ثروة النفط نصاً إيجابياً قد ازداد فيها سعر الوقود للمستهلكين خروجاً عن ذلك النص، وكانت آخر نصوص الماحي أن الشيخ حسن الترابي كان قد قاد حرباً جهادية ضد الدكتور جون قرنق، ثم عاد ووقع باسم حزبه المؤتمر الشعبي مذكرة تفاهم مع الحركة الشعبية، وعاد خارجاً عن النص بتشكيكه في كل العملية الجهادية وأضف إلى صديقي عصام الماحي بأن الشيخ الترابي الذي صنع حكم الإنقاذ نصاً يسعى خروجاً عن النص لإسقاطه، وبعودة الديموقراطية التي قضى عليها بنفسه في ذلك اليوم المشهود.
إن سيد احمد الحسين وبشجاعته المعهودة كان قد ألقي حجراً كبيراً في بركة السياسة السودانية الراكدة،، مبيناً أن المعالجات وتحقيق السلام الشامل والاستقرار السياسي والاقتصادي في بلادنا لن يتحقق إلا عبر الوفاق الوطني والتراضي ما بين كل المكونات الاجتماعية السودانية، مما يستوجب من كل القوى السياسية في أن تدلي بدلوها في الاتجاه الذي يجنب بلادنا كل المخاطر المحتملة.
صحيفة آخر لحظة
رأي :محمد المعتصم حاكم
ت.إ[/JUSTIFY]