معروفة القصة التراثية عن شملة ود كنيش الثلاثية وقدها رباعي ومعناها اللفظي ان الثوب المخروق لن يغطي كل الجسم فاذا غطيت به اعلى الجسم انحسر عن اسفله والعكس كذلك صحيح اما المعنى العام فانه يشير الى المحقة والنقصان وعدم الكفاءة اما مناسبته فانه في مطلع يوليو الحالي وبعد ان بذر مزارعو الجزيرة بالتحديد بذور الفول السوداني والذرة ليس لان الزراعة مواقيت فحسب وليس لان هذا ديدينهم كل عام بل لان الادارة اكدت لهم بان الماء سيكون متوفرا في ميعاده ولكن للاسف عندما نظروا للقنوات (الترع) وجدوها (فاضية تلعب فيها الصقرية) اي انها افرغ من فؤاد ان موسى واقام مدير المشروع الدنيا ولم يقعدها طلب للماء ولكن قيل ان الوارد من الهضبة الاثيوبية اقل من المعدل لذلك صدرت اوامر بان يفتح الخزان لمرور المياه لسد مروي لزوم الكهرباء بعبارة اخرى ان الماء لايكفي الزراعة والكهرباء ففضلت الكهرباء على الزراعة (ياربي الناس بتاكل كهربا ولا زراعة؟).
المعروف ان التواريب (التقاوي) عندما تمكث في الارض طويلا دون ماء لانباتها سوف (تذم) وتنتهي صلاحياتها فهذا يعني انه بعد مجيء الماء الي القنوات فان معظم المزارعين يحتاجون الي تقاوي جديدة علما بان اسعار التقاوي هذا العام في السما. كما ان الانتاجية سوف تتدنى لتاخر الزراعة عن موعدها هذه الخسائر المباشرة التي تعود على المزارع الذي لاوجيع له في هذه البلاد اما البلاد (ذات نفسيها) سوف تعود عليها الخسارة مضاعفة لان المشاريع المروية اصبحت هي الاساس نتيجة لتذبذب المطر ولان الكثير من مناطق الانتاج المطري تعاني من مشاكل امنية فاي سرابة في المشاريع المروية عامة والجزيرة خاصة لم تستمثر فان هذا يهدد الامن الاقتصادي العام ويؤثر على الناتج القومي بصورة مباشرة, فالزراعة الان اصبحت جمل شيل السودان.
اما لماذا اختار صانع القرار الكهرباء على الزراعة؟ نعم الكهرباء مهمة فهي الطاقة التي تحرك الانتاج وان كان معظم كهرباء السودان متجهة للقطاع السكني ولكن الكهرباء توجد لها بدائل ولعل اهمها التوليد الحراري سوءا كان ذلك من المولدات الكبيرة تنشئها الهيئة المسؤولة ام المولدات التي يملكها المجتمع فالعادة جرت بان يحتاط الناس بالتوليد الحراري في بداية الخريف تحوطا لبدايات الخريف المتاخرة وحفاظا على الزراعة فلماذا لم يحتاطوا هذا العام؟ من هو المقصر في هذا الامر الحيوي الذي قد يتسبب في ضياع المسور لهذا العام؟ طيب بعد الخطأ في عدم تجهيز التوليد الحراري ارتكبت الحكومة الخطأ الثاني وهو انها عندما اصبحت امام خيارين احلامها مر (خيار ام خير لاهو خير ولاالموت اخير) اختارت توجيه الضربة للزراعة وارسلت الماء للكهرباء ربما خوفا من تنامي الغضبة الجماهيرية التي تلهب المظاهرات الجارية اذن اختارت الحكومة الحاجة الامنية الآنية على الحاجة الامنية الآجلة وهي الامن الغذائي وبعد ذلك لينعم الذين يقعون خلف سد مروي اهل شمال الوادي بالماء الذي جافى الجزيرة وما ادراك ما الجزيرة ليصلهم حلالا ذلالا, ولاعزاء لمواطنين في بلد لاتعرف كيفية اتخاذ القرار فيه ومن الذي يرتب اولوياته.
[/JUSTIFY]
حاطب ليل- السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]