في ذاك الوقت شددت الجهات المسؤولة على المواطنين ارتداء ملابس دافئة والبقاء في أماكن أكثر دفئا، حتى لا تتزايد حالات الوفاة بسبب انخفاض درجة الحرارة، وفي هذا العام تأخر الشتاء قليلا على مزارعي القمح، إلى أن تسلل اليأس إلى قلوبهم من تضرر محاصيلهم بالتقاوي الفاسدة أو ضعيفة الإنبات كما سماها البعض، وهذا الشتاء الذي تأخر عن موعده عوضهم عن تأخيره باحتضانه للبلاد بنوبة ترحيب قارسه، دفعت الكثيرين لتأجيل مواعيدهم في عطلتي الجمعة والسبت ليكتفوا بالتقرفص داخل بطانياتهم، علهم ينعمون بقليل من الدفء في هذه الايام الباردة، ما جعل حركة السير أكثر سلاسةً وهدوءا داخل العاصمة، فمصائب قوم عند قوم فوائد.
لكن ما موقع هؤلاء المشردين الذين يملأون الشوارع، ويعيشون في مجموعات فقيرة ومتفرقة؟، تلك المجموعات التي نزحت للمدن هربا من الحرب، أو عبر توغلهم من الدول المجاورة، أعداد كبيرة منهم لا يتناولون الطعام المناسب ولا تحيط بهم جدران تدرأ عنهم ولو بعض البعض من البرد..
هذا هو حال الفقراء، المشردين، المتضررين من الحروب في كل مكان، فقد أعلنت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أمس الأول عن وفاة 22 سورياً بينهم أطفال ونساء، فأجسادهم المنهكة من الجوع وعدم تناول الغذاء الجيد وفقداهم المنازل، التي تقيهم برد الشتاء وحر الصيف أسباب عجلت برحيلهم.
وأفادنا منتصر الصادق أحد أعضاء مجموعة شارع الحوادث أن المجموعة بدأت فعليا في إطلاق حملتها (صرير الصي)، التي تعمل على توزيع ملبوسات شتوية وبطاطين على مشردي الشوارع، ووزعت 180 بطانيه على المتشردين بالسوق العربي أمس الأول، ووزعت أمس بعض البطاطين والملابس الدافئة على مشردي أمدرمان، بدأ أعضاء المجموعة في التجوال بالشوارع واستبدال أغطية المشردين الكرتونية بأغطية أكثر دفئا، وستستمر الحملة إلى أن تغطي العاصمة، هذا بعد أن عرضت المجموعة توصيل مساعداتها إلى الفقراء في أماكنهم، وهي على استعداد لتقديم الإغاثات الشتوية خدمة لهذا الوطن.
صحيفة اليوم التالي
ع.ش