*شجعني أكثر للعودة للكتابة في القضايا الاجتماعية ما خطه بالأمس قلم صديقنا الدكتور عبد اللطيف البوني الذي بدأ في اتحافنا كل يوم جمعة بمادة منوعات خفيفة، حيث تناول في إحدى فقرات الأمس مسألة الأستاذ المعلم الذي أصبح يشتغل أكثر بالدروس الخصوصية ويترك مراجعة دروس ابنته.
* برر الأستاذ المعلم إهمال مراجعة دروس ابنته بأنه أصبح أمام خيارين اثنين: (إما أن يجيب ليهم حق الرغيف والفول والمواصلات وإما يدرسهم) وأضاف قائلا: حتى مادة التخصص التي يدرسها لأبناء وبنات الأغنياء لا يجد فرصة ليدرسها لأبنائه، وكيف أنه ذات مرة وهو يدرس ابنته تركها ليلحق بإحدى بنات الأغنياء .
*أعادتني قصة هذا المعلم لما سبق وكتبته في كلام سبت سابق ذكرت فيه أن تنشئة الأبناء والبنات ليست مثل (سقاية الزرع) الذي هو أيضا يحتاج لـ(مضايرة) حتى يقوى عوده وأن البنات والأبناء في حاجة أكثر للرعاية حتى يقوى عودهم ويعتمدون على أنفسهم.
* أي أن السعي وراء لقمة العيش ليس مبررا للآباء وأولياء الأمور لإهمال جانب الاهتمام والرعاية والمتابعة لهم وأنه لا يمكن الاعتذار بضغوط المعيشة ومشاغلها التي لا تنتهي لأنه (ماذا ينفع الإنسان إذا كسب العالم وخسر نفسه؟) وأقول ماذا ينفع الإنسان إذا كسب العالم وخسر أولاده وبناته؟
*ليس المطلوب فقط توفير مساحة لازمة للاهتمام بالبنات والأبناء ورعايتهم بحميمية وحب وإنما قد يتطلب الأمر الاعتذار لهم إذا كان هناك ما يستوجب ذلك، وكان على الأستاذ المعلم الاعتذار لابنته بطريقة تشعرها باهتمامه بها بدلا من وضع هذا المبرر الإجباري الذي لم يطيب خاطر ابنته المغبونة.
*ذكرتني حكاية الأستاذ المعلم بحكاية أب كان يقسو على ابنه حتى جعله يكره نفسه وبدأ في الانطواء على نفسه بكل ما في ذلك من مهددات نفسية وسلوكية، وذات مرة اشتكى الأب لصديق له من حال ابنه فنصحه بأن يحاول الاقتراب منه أكثر وإن تطلب ذلك الاعتذار له عن قسوته تجاهه، بالفعل اعتذر الأب لابنه عن قسوته معه وبدأ في التقرب إليه فتغير حال الابن وعادت له حيويته ونشاطه العادي بالكلمة الطيبة التي نحتاجها جميعا .
*هذا الدرس المهم نرفعه لأولياء الأمور في حياتنا العامة والخاصة.
[/JUSTIFY]
كلام الناس – السوداني