كيف ترون إحالة الملف من قبل ثامبيو امبيكي الى الرئاسة في السودان وجنوب السودان لإيجاد حل لقضية ابيي؟
– نحن كشعب ومجتمع المسيرية نرى أن تحويل الملف الى الرئيسين البشير وسلفاكير هو بارقة أمل نتمسك بها باعتبار أن الرئيسين عقب الزيارات المتبادلة الأخيرة والتقارب في وجهات النظر في ما اتفق عليه هي أكبر من ملف ابيي، وبالتالي هي أولي الخطوات الصحيحة للحل بدون تدخل من الذين يضعون العراقيل لتطويل امد القضية لمصالح أخرى، ونحن ثقتنا كبيرة في البشير لحل القضية فأبيي في المقام الأول أرض سودانية وقضية وطنية وليست قضية قبيلة المسيرية، وإن كنا أهل أرض فيها، ولكن هنا الحديث عن جزء من الوطن.. واعتقد أننا متفائلون بهذا القرار خيراً.
إذا نظرنا الى واقع منطقة ابيي الآن وما هو منتظر من تكوين إدارتها والاتفاق حول ذلك تمهيداً لما سيجري من قرارات بحسـب بروتكولها كيف ترى ذلك ؟
تكوين الإدارية والمجلس التشريعي في تقديري يجعل من ابيي ملتقى ونقطة انطلاق للجنوب والشمال، خاصة وأنها منطقة عبور تجاري ولها مستقبل في اكتشاف واستخراج البترول، واعتقد أن وجود المؤسسات يملأ الفراغ وأيضاً يحقق وجود القانون والانضباط والأمن والسلامة وتحريك الأعمال والمنفعة لكل السكان من مسيرية ودينكا.. وأيضاً بهذه الخدمات يقارب في وجهات النظر ويضع المنطقة تحت اختبار حقيقي حتماً سيكون نتاجه تعايش وتوافق وتبادل منافع حقيقية تجعل من المنطقة نقطة تواصل وتعايش ونواة حقيقية للعلاقات مابين السودان وجنوب السودان، وتسهم أيضاً الانتاج والتبادل التجاري
هذا جيد، ولكن هناك مشكلة انتشار السلاح وإمكانية الاقتتال بالمنطقة ووجوده كقنبلة موقوتة خاصة وسط ارهاصات عديدة مابين جنوب البحر وشمال البحر في أبيي؟
– وجود السلاح فرضته الظروف التي نشأت في المنطقة بعد حرب الجنوب، ولكن الوضع الآن بعد وجود قوات اليونسيفا لا يوجد جيش سوداني مسلح أو جيش جنوبي، فقط مواطنون يحملون السلاح بعيداً عن منطقة ابيي التي فيها كما قلت التواجد الأممي بعد القرار الأخير وحمل السلاح ممنوع في المنطقة.
مقاطعاً.. لكن هنالك من يقول من المسيرية أن عمليات النهب لمواشيهم دفعت به الى حمل السلاح للدفاع عن أنفسهم وأن قوات اليونسيفا لا تحميهم من هجمات دينكا نقوك؟
– نعم هي أقوال وأحاديث انا لا استطيع أن انكر ما يحدث وهناك بالمقابل أقوال من دينكا نقوك حول اعتداءات من المسيرية وهذه تفلتات على المستوى الفردي من الجانبين، ولكن في الإطار الآن الموجود نعتقد أن قوات اليونسيفا حافظة للسلام بدرجة كبيرة قياساً بما كان سابقاً..
مقاطعاً… لكن حادثة مقتل السلطان كوال تفند ما قلته بشأن أداء قوات اليونيسفا في حفظ الأمن، خاصة وأنها متهمة بالتقصير حالة ذلك الحادث ؟
– حادثة مقتل السلطان كوال ضخمها الإعلام أكثر مما ينبغي وأول لها ووضع اللائمة على المسيرية، ولكن على الأرض نحن كمسيرية نرى غير ذلك، فهنالك ايدٍ خفية لعبت دوراً في رسم سيناريو لمقتل كوال، واستغلت وجوده بالمنطقة أثناء زيارته واغتالته وهذه ذات الأيادي الخفية التي اغتالت قرنق حتى لا يتم السلام والآن تكرر السيناريو لتقوم حرب جديدة، وتكون بؤرة مشتعلة والدليل أن كوال منذ عشرات السنين موجود بيننا كمسيرية فلماذا نقتله الآن، وهو الذي يقوم بزيارتنا في الأفراح والأتراح لوحده دون حراسات أو تأمين كأحد قيادات دينكا نقوك ويصلنا حتى في المجلد أو أي منطقة للمسرية لتعزية ما أو مشاركة اجتماعية مثل ما حضر في تعزية الناظر على نمر بدون طوف أو حراسة أو حتى اجتماع للقيادات في قضية مشتركة، ولذلك أن القصة وراءها خلافات داخل دينكا نقوك ومابين الجنوبيين أنفسهم..
وفيما بعد لمخابرات دولية، والمنطقة تعج بوجود حركات مسلحة من عدل ومساواة ومتفلتين من الحركة الشعبية، أيضاً جبهة ثورية وسط غياب أمني حكومي إدارى بالمنطقة، والجميع لهم مصلحة في جعل المنطقة مشتعلة ليتمكنوا من تنفيذ أجندتهم والعمل تحت هذه الاجواء الملتـهبة والتحرك فيـها..
إذن تجاوزاً للمشهد الآن.. المسيرية تحدثوا بامكانية قبول التقسيم لابيي كحل للصراع كيف تقرأ ذلك الحل؟
هو أحد الحلول المقترحة وليس بالجديد ولكن من وجهة نظري القبول المبهم يجب أن لا يكون خياراً للمسيرية بمعنى مجرد قبول بتقسيم للأرض هناك تفاصيل لابد من أن تعرف وتحدد عن ماهية هذا التقسيم وكيفيته وضمانه، ولن نمرر اي سيناريو جديد كما حدث سابقاً ابتداء من البرتوكول نفسه وحشره في اتفاقية السلام وبنوده المبهمة والتي اسيىء استخدامها رغم ذلك في توصيف المسيرية وحقهم في المنطقة، وكذلك تقرير الخبراء الأجانب المغرض، وأخيراً حكم لاهاي الظالم كلها حلول مبهمة مرت لا يمكن أن نكرر سيناريوهاتها ونقسم مرة أخرى على أسس مبهمة إذا كان هناك تقسيم فأقول سقفه جنوب البحر أقله مسافة 20 كيلو .. وكحد أدنى من جنوب البحر من النت لاقوك فليذهبوا، أما شمال البحر فنحن شبر لن نتنازل عنه ..!!
هل أنتم راضون عن موقف الحكومة من قضية ابيي؟
– الآن لا فائدة على اللبن المسكوب والذي اعتقد أنه سكب منذ اتفاقية نيفاشا بحشر قضية أبيي، ولكن موقف الحكومة يمكن القول إنه إيجابي وحتى نكون واضحين فإن موقف الرئيس البشير واضح في أن ابيي سودانية ولن تتنازل عنها الحكومة السودانية، وهذا التزام رئاسي وهذا موقف أعاد الملف ونحن راضون عنه..
وماذا عن موقف الأحزاب السياسية والتي تشكل المعارضة من قضية ابيي باعتبارها قضية وطنية؟
قراءتنا للأحزاب السياسية الموجودة الآن في الساحة السودانية والتي تشكل معارضة بمافيها حزب الأمة القومي الذي كانت تشكل هذه المنطقة ثقل جماهيري له نرى أن دورها باهت ولا يكاد يرى حتى إلا عند تطور الأحداث في ابيي فهي حينها تتصدر الحديث للغرض السياسي والمكايدة ضد الحكومة، بمعنى أنها تستخدم قضية أبيي كورقة سياسية ضاغطة تنتقد بها الحكومة في كل موقف دون النظر الى رؤية سياسية وطنية تسهم في حل هذه القضية.. ووضح ذلك عقب أحداث مقتل السلطان كوال، واهتمام المعارضة بتعزية دينكا نقوك بينما نحن هنا لم يزرنا أحد أو يعزينا في موت المسيرية، وتركونا للغبن ومواقفهم لا تحدث إلا مع المستجدات وهي مواقف متذبذبة ونحن أيضاً لا نعول عليها كثيراً لأن فاقد الشيء لا يعطيه ..!!
بعيداً عن الأحزاب والحكومة أنتم أيضاً كمسيرية مختلفون ولكم واجهات كثيرة تعمل في إطار قضية ابيي وهذا يضر بوحدة الرأي والتنسيق؟
– هذا صحيح وسؤال ذكي وضروري لأن الاختلاف بين قيادات المنطقة يعطل الكثير من العمل والتنسيق، وهذا ما ظللنا نتحدث عنه واعتقد أن الحراك الذي حدث بعض الاستفتاء وظهور البعض باسم أهل المصلحة الحقيقية، أقول أن تعدد المنابر والواجهات وشخصنة القضية كل هذا لا يخدم قضية ابيي والآليات هذه من وجهة نظري مصنوعة لتشظي المسيرية سواء بقصد أو دون قصد وهي تساهم في تغطية الخطأ الذي ارتكب في بروتوكول ابيي بالإنابة عن المسيرية ..
الأحداث الأخيرة في ولاية غرب كردفان كشفت عن وجود أبناء كردفان ضمن قوات الجبهة الثورية وقتل أحد قيادتهم في ابوزبد كيف تقرأون هذه الأحداث ؟
– اعتقد أن النبرة العالية التي تستخدمها الحركات المسلحة في مجتمعات تعليمها ضعيف تعاني من الخدمات وشبابها عاطل، استطاعت أن تستقطب الكثير منهم، وولاية غرب كردفان عانت كثيراً من عدم التنمية، وهي ولاية ذات ثروة حيوانية ومعدنية وبترولية، وشبابها قاتلوا كثيراً مع الحكومة في حرب الجنوب والآن بعد السلام وجدوا أنفسهم بلا عمل، هذا مدخل للحركات استطاعت فيه أن تعلي نبرتها وتستقطبهم باستخدام ورقة التهميش، ونحن لا ننكر أن هؤلاء هم أبناؤنا، سواء كانوا في ابوزبد أو غيرها، ونحن كنا نتمنى أن يكون موتهم في حوبة ابيي مش ابوزبد، ونحن عملنا على الأرض كثيراً كقيادات بأن لا ننقل معارك دارفور الى كردفان، ولا نسمح للحركات المسلحة بذلك حتى لا يتكرر سيناريو دارفور، وتصبح كردفان دارفور اثنين، وبدأنا نتكلم وننصح شبابنا (بأن بيتكم عامر بمافيه وماتوشوا فيكم) )..فإذن نريد التنمية فلتكن سلمية عبر الوسائط الإعلامية وليس بالسلاح وعبر التظاهرات السلمية، وطرق ابواب الحكومة بصور مستمرة، لأن البنديقة لا تحل مشكلة واسوأ ما في الحرب أنها حرب .!!
كيف تقرأ هجوم جيش الحركة الشعبية الأخير على بعض الرعاة من المسيرية والسيارات التجارية؟
– هذا ما ظللنا نتحدث عنه دائماً باعتبار ان الأمن أولوية وترتيب الإدارة بمنطقة ابيي اهميته في حسم هذه التفلتات المتكررة خاصة في ظل حالة التوافق الآن ما بين الخرطوم وجوبا لكن ما يحدث يدل على تفتلت وعدم انضباط من الجيش الشعبي بالمنطقة وحتى لا تتكرر مثل هذه الحوادث يجب على الحكومة الانتباه لها وتوثيقها وارسال رسائل واضحة لجوبا بشأنها ونحن كمسيرية ملتزمون بقرارات الحكومة ولكن لن نصمت كثيراً لمثل هذه الإعتداءات على الاشخاص والممتلكات.
حوار: عيسى جديد :صحيفة آخر لحظة
[/JUSTIFY]