اولاً : التواضع السوداني الصميم والبساطة السودانية العميقة .
ثانياً : الدقة والانضباط ، و(الجد) (الجد) في لحظات (الجد) مع خفة دم وروح ممتلئة بالدعابة و(المقالب) الطريفة .
ثالثاً : الالمام التام بحكم المواقع الهامة التي تولاها مديراً للأمن ووزيراً للدفاع ووزيراً للداخلية ومستشاراً للأمن القومي ووزيراً لرئاسة الجمهورية ، بكل (دقائق) أسرار الدولة وملفاتها المختلفة ولاحظنا العلاقة الوثيقة والمتينة بينه وبين السيد رئيس الجمهورية والثقة المتبادلة بينهما .
وقبل اكثر من عامين اتيحت لي فرصة ذهبية بمرافقة السيد رئيس الجمهورية لدى مشاركته في القمة العربية ببغداد
وكانت تلك زيارتي الاولى للعراق وكان من المفترض ان احاور الرئيس العراقي صدام حسين ببرنامج في الواجهة اواخر عام 2002 حيث خاطبت السفارة العراقية يومها وافادتني باعتذار رقيق لانشغال الرئيس العراقي وقتها بالاعداد للمعركة الفاصلة واقترح عليّ السفير العراقي وقتها عبد الصمد حميد أن اتوجه لبغداد لمحاورة نائب الرئيس العراقي الراحل طه يس رمضان الا ان تسارع الاحداث والغزو الامريكي حال دون ذلك .
وفي رحلة العودة من بغداد للخرطوم جلست لقرابة الاربع ساعات مع الفريق اول بكري حسن وقلت له يومها انني اريد أن اوجه اليه عدة اسئلة (حساسة) و (دقيقة) حول الكثير من الاحداث والمواقف والمطبات والقرارات والانجازات والاخفاقات والاخطاء منذ قيام الانقاذ وحتى تاريخ تلك الجلسة التاريخية النادرة وعاهدت الفريق اول بكري ان استفيد من تلك المعلومات
ضمن تحليلاتي فقط .
ولقد اذهلني الرجل يومها بذاكرته المتقدة وافكاره المرتبة ومعلوماته الحاضرة وتبريراته المقنعة وحبه الكبير لدينه ووطنه وشعبه وهو يعتز كثيراً بانه من ابناء (الغبش) ومن المنحازين دوماً (للغبش) .
وبناء علي ماذكرته فانني لم أستغرب او اندهش لإختيار الفريق اول بكري حسن صالح نائباً أول.
وتذكرت كل هذه المواقف وأنا أتلقي الدعوة من رئيس المكتب الصحفي برئاسة الجمهورية لحضور اللقاء التعارفي الاول بين النائب الاول الجديد ورؤساء التحرير وقادة الاجهزة الإعلامية الساعة الثانيه ظهر أمس، وانا في طريقي للقصر الجمهوري وأثناء مرور الفريق أول بكري لتحيتنا فرداً فرداً وحرصه علي وداعنا فرداً فرداً وإصراره علي أن يخاطبنا وقوفاً وقال إنه يقف إحتراماً للصحافة والصحفيين.
وجاءت كلمته الترحيبية مزيجاً بين (الدعابة) تأكيداً للعلاقة المتينة التي تجمعه بمعظم الحاضرين وإستمرارها وتطويرها وما بين (الاشارات) الذكية لأفكار وأولويات الرجل الذي تولي كما وصف الموقع الصديق الأستاذ حسين خوجلي أثناء اللقاء بأنه أخطر موقع بالبلاد منذ الاستقلال وحتي اليوم.
وأستهل الفريق أول بكري حديثه الاول للصحفيين بعد توليه للمنصب الرفيع قائلا: الشكر والتقدير علي هذا الحضور الذي لم أشهده من قبل بالرغم من دعواتنا لعدة اجتماعات وفي مناسبات سابقة وهذا يجعل في عاتقنا مسوؤلية تجاه الإعلاميين.
وأضاف قائلا : رسالة شكر مستحقة لأخواننا الذين ترجلوا بالطوع والاختيار في إطار سياسة كلية للدولة والحزب والرئاسة لإفساح المجال للشباب. ولقد بذل أخواننا جهوداً مقدرة وكنا شركاء معهم في الانجازات والاخفاقات والمشاكل الاقتصادية وقضايا الحرب والسلام التي لم تحل وصورتنا في الخارج واعتقد انهم بذلوا جهودهم الصادقة وافسحوا المجال للجيل الجديد للمساهمة في حلحلة هذه المشاكل.
وقال النائب الأول لرئيس الجمهورية : اؤكد ان تلك التغيرات قد تمت بقناعات ورؤى مشتركة بين القيادة والاجهزة المختلفة للدفع بالشباب لموقع القيادة وتقرر بقاء البعض من الذين في اعمارنا لخلق التمازج والتواصل بين الجيلين وهذه مرحلة وفي المرحلة المقبلة سندفع بالمزيد من الشباب للقيادة.
وهنا التفت النائب الاول يساره حيث كان يجلس الاستاذ ياسر يوسف وزير الدولة بوزارة اللاعلام وهو من شباب المؤتمر الوطني الذين تم الدفع بهم للوزارة الجديدة وقال ان الوزير الشاب قد رافقه في زيارته لجنوب افريقيا لتقديم العزاء في رحيل المناضل الافريقي نلسون مانديلا.
وقال النائب الاول : ولعلكم لاحظتم الروح الشبابية الوثابة التي أدار بها الوزير الشاب هذا اللقاء والتلخيص المحكم لإفاداتكم وملاحظاتكم ومقترحاتكم وهذا مارمينا له بإبقائنا لبعض القيادات القديمة.
وقال النائب الاول : من أولوياتنا في المرحلة المقبلة إنتهاج أسلوب الحوار السلمي منهجا لحل القضايا وسيظل منبر الدوحة مسرحاً ومقراً مفتوحاً لجميع الحركات الدارفورية الحاملة للسلاح حتي الان ونحن في إطار الدوحة مستعدون للحوار ونشيد كثيراً بتحركات بعض القيادات وابناء دارفور ونذكر منهم الاخ صديق ودعة وتحركاته للتقريب بين المسافات.
وقال النائب الاول: ولابد من ان نؤكد بأن الحروب قد اخرتنا كثيرا وواحدة من إفرازاتها المشاكل الاقتصادية التي نعيشها والخلافات السياسية التي نشهدها ونؤكد أن إستراتيجية الدولة هي تحقيق السلام بالحوار والاتفاق وليس القتال.
وحول ما أثير في اللقاء من الزملاء والاساتذه رؤساء تحرير الصحف قال النائب: لقد إستلمت رسائلكم حول الحريات العامة والصحفية سنبحث معا مدي الحرية وحدودها ومن اين نبدأ وننتهي حفاظا علي الامن القومي ومقدرات البلاد والمواطنين وسنعمل علي دعم الاعلام بالمعلومات.
وقال النائب الاول : سنعمل علي تنظيم لقاءات راتبه مع السيد رئيس الجمهورية ونوابه باعتبار ان جميع هذه المواقع مساعدة للرئيس وهو صاحب الامر كله ويجئ بعده النائب الاول ثم نائب الرئيس وهكذا.
وفي معرض تعقيبه علي مشاركتنا كرئيس تحرير هذه الصحيفة حيث التمست من النائب الاول بإصدار قرارات فورية بإعادة الصحف الموقوفة والكتاب الموقوفين وقلت اننا نحس بالحرج ونري بعض الزملاء قد اوقفت صحفهم وقصفت اقلامهم فيما تصدر صحفنا ونواصل الكتابة.. وعلق السيد النائب الاول علي مداخلتي قائلا: نعد بمراجعة الصحف الموقوفة وسنعمل علي توسيع مواعين الحريات الصحفية
صحيفة أخبار اليوم
[/JUSTIFY]