وقال سفير السودان لدى الامم المتحدة ان لويس مورينو أوكامبو كبير المدعين يعد قضية خيالية ودنيئة ضد مسؤولي الحكومة تحول الاهتمام بعيدا عن الهجوم الذي شنه متمردو دارفور الشهر الماضي على الخرطوم.
وقال عبد المحمود عبد الحليم في الوقت الذي التقي فيه مبعوثو مجلس الامن بمسؤولي الحكومة ان أوكامبو يدمر عملية السلام وان السودان يطالب بمحاسبة هذا الرجل على ما يفعله بعملية السلام في البلاد.
ويمضي مبعوثو مجلس الأمن ثلاثة أيام في أكبر الدول الافريقية التي تعاني بسبب عشرات السنين من الصراع خلال جولة في المناطق المضطربة في افريقيا. وفي السودان سيوجهون تساؤلات للحكومة بشأن دارفور وعملية سلام تواجه أزمة بين الشمال والجنوب.
وصرح أوكامبو للصحفيين الاسبوع الماضي بأنه يعد قضية ضد أعضاء بارزين في الحكومة السودانية لان الخرطوم لم تلق القبض على وزير دولة وجهت اليه اتهامات بشأن جرائم حرب في منطقة دارفور بغرب البلاد. وقال انه يعتزم توضيح قضيته في تقرير إلى مجلس الأمن يوم الخميس.
وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي أمري اعتقال ضد اثنين من المشتبه بهم السودانيين في ابريل نيسان العام الماضي ولكن عبد الحليم أكد مجددا على أن السودان لن يسلم أبدا مواطنين للمحاكمة.
وحمل متمردو دارفور السلاح عام 2003 متهمين الخرطوم بتجاهل المنطقة التي تقطنها أغلبية من أصول غير عربية. ويقدر خبراء دوليون أن الصراع أدى إلى سقوط 200 ألف قتيل على الاقل. بينما تقول الحكومة ان عشرة آلاف فقط قتلوا.
ووافق مجلس الأمن على نشر قوة قوامها 26 ألف فرد من قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة والاتحاد الافريقي ولكن لم يصل سوى تسعة آلاف فرد.
وتتبادل الفصائل الاتهامات بعدم الاخلاص في عملية السلام كما أن المتمردين منقسمون وتضاءلت أكثر آمال اجراء مفاوضات الشهر الماضي عندما هاجم متمردون من حركة العدل والمساواة منطقة أم درمان في الخرطوم.
وقال عبد الحليم ان الخطوة التي اتخذها الادعاء بالمحكمة الجنائية الدولية ضد مسؤولي الحكومة خطيرة عقب هذا الهجوم.
ومضى يقول ان أوكامبو جاء بهذا الأمر لتحويل الانتباه عن هجوم حركة العدل والمساواة وكذلك لاعطاء اشارات مختلطة للمتمردين لتكرار ما حدث.
وتسعى المحكمة لالقاء القبض على أحمد هارون وهو وزير دولة سابق بوزارة الداخلية وأحد قادة ميليشيا الجنجويد وهو علي محمد علي عبد الرحمن المعروف أيضا باسم علي قشيب. ويشتبه في أنهما حرضا على القتل والاغتصاب والتعذيب وكذلك اجبار سكان قرى في دارفور على النزوح من ديارهم.
وقالت مصادر مطلعة على زيارة مجلس الأمن ان المبعوثين وبينهم نائب سفير الصين لدى الامم المتحدة سألوا وزير الخارجية دينق ألور بشأن دارفور. والصين من أقرب الحلفاء للسودان.
كما بحث مبعوثون ومسؤولون سودانيون الاتفاق الذي أبرم عام 2005 والذي أنهى حربا بين الشمال والجنوب استمرت نحو 20 عاما. وتوترت العلاقات بين الطرفين مؤخرا بسبب قتال في منطقة أبيي المنتجة للنفط في الجنوب.
وقال ألور لرويترز ان هناك حشدا للقوات الشمالية والقوات الجنوبية حول أبيي منذ اندلاع القتال ولكن زعماء الجانبين يجرون محادثات لنزع فتيل الموقف مشيرا إلى اعتقاده بأنهم سيتمكنون من تحقيق ذلك.
وعلقت الولايات المتحدة المفاوضات مع السودان بشأن تطبيع العلاقات قائلة ان زعماء الشمال والجنوب غير راغبين في تحقيق سلام ذي جدوى.[/ALIGN]