حرب الثورية بالأطفال وضد الأطفال !

[JUSTIFY]فى الوقت الذي كان فيه وفد قادة الثورية يطوف بعواصم الدول الأوربية محاولاً تسويق نفسه وباحثاً عن دعم أوربي وغطاء دولي كانت الامم المتحدة تشكو رفض الحركات المسلحة -الثورية على وجه الخصوص- دخول فرق التطعيم الى المنطقتين فى جنوب كردفان والنيل الأزرق.

ممثلة منظمة اليونيسيف بالسودان (دوروثى أورونقا) قالت للصحفيين الأسبوع الماضي إن المنظمة تشعر بالأسف لعدم تمكنها من الوصول الى أطفال المنطقتين بسبب تعنت الحركات المسلحة، موجهة نداء حاراً الى المتمردين بالسماح لفرق التطعيم للوصول الى المستهدفين بكل المناطق.

ومن المؤكد أن هذا الموقف -غير الأخلاقي- من قبل متمردي الثورية لو كان معكوساً، أي إن كان المعنى بالأمر كان الحكومة السودانية لقامت الدنيا ولم تقعد، ولعقد مجلس الأمن جلسة طارئة يهدد فيها بالويل والثبور.

ومن الغريب أن أحداً من المسئولين الأوربيين الذين التقاهم قادة الثورية لم يتطرق لهذه النقطة البالغة الأهمية الشديدة الحساسية ولو بشكل عرضي عابر. ولا شك أن الحيلولة دون وصول فرق اليونيسيف للمستهدفين فى المنطقتين يحمل فى طياته كارثة إنسانية خطيرة إذ أن عشرات الآلاف من هؤلاء الأطفال سيكونون عرضة للأمراض والكساح، خاصة وأن منظمة اليونيسيف قد دعمت الحملة بحوالي 10 مليون دولار ما يمثل 80% من تكلفة الحملة التى تتشاركها معها وزارة الصحة السودانية.

ويعجب المرء كيف يصم المجتمع الدولي أذنيه وهو يرى ويشهد هذا الموقف الغريب، فالمتمردين بهذا المسلك أثبتوا للعالم أن قضيتهم قضية شخصية خاصة بهم كقادة ولا علاقة لها بمصالح المنطقتين وهذا يفسر أيضاً بجلاء طبيعة وأهداف قادة الثورية الساعين للوصول الى كعكة السلطة عبر جماجم وأشلاء المدنيين الأبرياء.

ولعل من المفيد هنا أن نشير الى حرص المتمردين على تعويق دخول فرق التطعيم الى المنطقتين مرده الى مخاوف هؤلاء المتمردين من أن ينكشف سرهم الكبير المتمثل في تسخير الأطفال وتجنديهم لقاتلوا فى صفهم، وهي حقيقة معروفة إذ أن هناك عدد من المعسكرات المخصصة لهذا الغرض سواء في المناطق التى يسيطرون عليها -على قلتها- أو في معسكرات فى يوغندا وأخرى فى دولة جنوب السودان.

وعلى ذلك فإن المسئولين الأوربيين الذين لم يهتموا بهذه الناحية الإنسانية المؤثرة يعتبروا بهذه المثابة شركاء في الجريمة شاءوا أم أبوا، ففي النهاية كان بوسعهم الضغط على حملة السلاح باتجاه السماح لفرق التطعيم للوصول الى الأطفال المستهدفين.

سودان سفاري

[/JUSTIFY]
Exit mobile version