ماذا تريد أمريكا من السودان ؟

[JUSTIFY]
ماذا تريد أمريكا من السودان ؟

في برنامج تحت المجهر الذي بثته قناة الجزيرة قبل مدة والذي استضافت فيه مبعوث الرئيس أوباما للسودان بريتسون ليمان قال كلاماً صريحاً أوضح فيه موقف الولايات المتحدة من السودان. ففيما يتعلق بمباحثات أديس أبابا بين السودان وجنوب السودان قال ليمان صراحة إنهم يريدون أن تبدأ المباحثات أو على الأقل تعطي موضوع النفط أهمية خاصة لأنه في تقديرهم أن حاجة البلدين للنفط قد تعجل بالاتفاق حوله وقد يفتح ذلك الطريق لحلحلة بقية الملفات وعلى حسب قوله إنهم في أمريكا يدعمون دولة الجنوب الآن لتسيير شؤونها الداخلية بينما لو كان هناك عائد من النفط كان سيكون دعمهم موجها ًنحو التنمية وهذا يمكن أن يحدث للسودان من أصدقائه الآخرين
قال له محمد العلمي المذيع الذي أجرى معه اللقاء إنكم ضد استغلال الصين لبترول السودان.. نفى ذلك وقال نحن الذي يهمنا أن يكون بترول السودان في السوق لأن ذلك يركز الأسعار فالصين الآن تفقد بترول السودان تزيد الطلب على السوق العالمي لقد بدا كلام الرجل فيه شيء من المنطق فهو يدعو حكومة السودان صراحة أن تقدم موضوع النفط لمصلحتها ومصلحة الجنوب لابل مصلحة جهات دولية كثيرة ثم ثانياً قضية الأمن التي تصر حكومة السودان على تقديمها على ما سواها لايلغيها الاتفاق على النفط لأنه لو تم الاتفاق عليه فلن ينفذ إذا كانت القضايا الأمنية لم تحل ثم ثانيا لو تم اتفاق على القضايا الأمنية ولم يتم اتفاق على النفط فالأمر المؤكد أن اتفاق الأمن سوف يتبخر لأنه لاتوجد مصلحة تضمن استمراره عليه الأصوب أن تفتح كل الملفات في وقت واحد وتعمل كافة اللجان في وقت واحد فأي اختراق في أي ملف سوف ينعكس إيجاباً على بقية الملفات ويبدو أن هذا الذي تم الاتفاق عليه بين عبد الرحيم محمد حسين وباقان أموم مؤخراً ولكنه غلف بإعلان المبادئ الذي وضع العربة ليس أمام الحصان فحسب بل بعيدا ًعنها وهذه قصة لنا لها عودة إن شاء الله
قال المذيع لليمان إنكم خذلتم الحكومة السودانية في كثير من الوعود التي لوحتم لهم بها فقال نعم إنهم يقولون ذلك ولكننا كنا قد وعدناهم بجملة حوافز بعد التوقيع على نيفاشا ولكن اندلعت دارفور ثم بعد أن أكملوا اتفاق الجنوب ونال استقلاله اندلعت الحرب في جبال النوبة والنيل الأزرق وخلقت مشاكل إنسانية لايمكن القفز فوقها لقد بدا واضحاً أن هناك مسافة بين الإدارة الأمريكية ومجموعات الضغط داخل أمريكا فيما يتعلق بالموقف من السودان وبالطبع هذا ليس فائتاً على الخرطوم ولكن لم تتعامل معه بحكمة لقد بدا لي أن غزو الجنوب لهجليج لم يكن مقصوداً به العلاقة بين السودان والجنوب فحسب بل أمريكا و السودان وقد قعت الحكومة السودان في الفخ بما صدر منها بعد تحرير هجليج فتحرير هجليج كان أمراً لابد منه، ولكن ما أعقب هجليج من سلوك سياسي كان هو ما تهدف إليه الجهات التي أشعلت هجليج
نعم العلاقات الثنائية بين أي بلدين لايمكن أن يتحكم فيها بلد واحد ولابد من توافق الإرادة في البلدين لتحسينها ولكن فهم أي طرف للآخر مهم جداً فدولة مثل الولايات المتحدة تحتاج إلى أن تكون بنداً في السياسة الداخلية لأي بلد ناهيك عن السودان الذي أصبح بنداً ثابتاً ومتطوراً في بنود السياسة الداخلية للولايات المتحدة والشرح الكثير يفسد المعنى..
[/JUSTIFY]

حاطب ليل- السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]

Exit mobile version