لا أعرف.. لما تصاب دواخلي بحالة تسلل كامل أحياناً أحاول ممارسة بعض الانتفاض والنهوض نحو الحياة بشيء من الأمثال فلا أقوى على ذلك، تخذلني كل كيمائية حراك البدن ويستعصي عليّ إفراز هرمون «الكر والفر».. بعد أن أثبت العلم أن التفاعلات الداخلية على وقع تداعي النواقل العصبية تعمل على تحريك وتسكين انفعالات البدن، ومن ثم حالات الحركة والخمول، وربما كان لسان حالي «على أيه القومة.. خليك خاملة».. فانظر بشيء من الفتر والكسل لكل التفاصيل من حولي.. لا جديد بل كلها تفاصيل قديمة متجددة.. ما نبيت على إبعاده نصحو على أغواره.. السطوح ذاتها حتى تحسينها تزويقها لا يخلو من بلادة غير مضللة.. أرفع الحاجب بلا دهشة وأعود أرفل في خلل عدم الحس والإحساس، وكأني أغرق في محيط بلا ساحل… أمارس الفتر ما بين الجبرية واليقظة الميتة.. يتراءى الكون من حولي كمن يسترق السمع من داخل بئر عميقة سقط إليها على انزال هاديء.. استوعب بعض الشيء وأغفل عن كل الأشياء.. ثم تختلط أمامي أحوال الشك باليقين، وأتوهم نفسي هنا وهناك، أو كما كانت تقول صديقتي «أنا هنا ولست هنا وأنا هناك ولست هناك»… ثم لا أقول إلا كما يُحكى عن «حشاش بدقنو».. «اكنس.. من هنا لهناك.. واحصد من هنا لهناك كما حصد الحشاش المذكور»… أنها حالة تعتريني هذه الأيام فلا أعرفها، هل هي «غيبوبة» أم «زهللة» أم «زغللة» أدعو الله أن لا تمر على عزيز حتى يتحصن باليقظة والانتباه.
٭ بندول الدغالة!
قال لها «أريد أن أكون مثلك في برود المشاعر» نظرت إليه وتساءلت «هل أنا باردة لهذا الحد» قال لها «نعم بل أنت جبل من جليد المشاعر».. لم يرد ويتوارد لخاطرها أنها يوماً سمعت ذات النعت من أخرى، ولكنها لم تظن أن من تعتبره ملاذها الوحيد سيتفوه بذات العبارة، وكأنها لم تكن في حالة وعي كامل «إن كنت تظنها بهذا البرود فأنت لم تعرفها بعد يا من سكن السويداء عندها عبر عن ذلك بالتزام الصمت»… فهي تعرف حرارة المشاعر، لذا ترى دواخلها تمر وتغلي مما أصابها في مقتل الأمراض المزمنة ما بين العضوية والحسية.. فبعد هذا تورد إليها بعبارتك تلك فتقتل فيها بواعث الأمل أنها مازالت إنسانة بكامل المشاعر الإنسانية… وإن كان من العلاج بد فقليل من «بندول الدغالة» لازمة الحالة الوصفية المجحفة «يا بارد».
٭ حزمة مشاعر!
الحزم تحاصر الكل، وتقلق مسارب الدروب إيجاباً وسلباً.. وحزمة بعينها تتقوقع هناك حيث البؤرة المركزية ونظرة الإنسان الخالدة الإحساس والمشاعر.. وجملة الإنسان في نسخته الفاضلة.. وضوء يقود إلى منحنيات النفق الخليط الخافت الأضواء الكثير الانعراج… من يقودنا، من يعترف بلحمة أمرها وسداة نسيجها.. أنها تتجاسر بمزيج الألم وقطع الأكباد عن لميم الشتات… لا أحد يستطيع الجزم بأنها مجرد تراكم البعض في البعض من كل الحس.. أنها حزمة الرهق وترياق البحث عن المفقود… فمن يكسب الجائزة ويتحصل على الإنسان الراضي بمقسومه وبقدره، ويعرف أن الجوهر في نفاسة الزهد واستدامة السعي.. لمن تحرك الأشياء إن لم تدفع بها الحزمة الرحيمة.
٭ آخر الكلام
نغتم أحياناً من أنفسنا فلا نعرف ماذا نقول أو نكتب… تنسد الرؤى وتتراكب الضبابية، فلا علل إلا سكب الممكن على بعض اللامعقول في حالة فرط «الضهب»…
(مع محبتي للجميع)
[/JUSTIFY]
سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]