س.ل.ا.ح

س.ل.ا.ح
السلاح هو عبارة عن أداة جامدة لا عقل لها … صنعت خصيصا للإيذاء والقتل .. باردة .. بلا مشاعر .. مجرد قطعة مركبة من عدة أجزاء ليس لها تفكير ذاتي ولا قدرة على إتخاذ قرار .. عندما تصوب السلاح إلى شخص ما فلا تتوقع من الرصاصة أن تكون رحيمة ولا تتوقع من الصاروخ أن يميز بين المسجد والحصن … من مناطقها الأصلية تجمع أجزائه ويأتوا بها إلى مكان التصنيع .. تمر بعدة مراحل .. يتم تدويرها .. تفتيتها .. إعادة صياغتها .. لتصير في النهاية تلك القطعة الباردة القاسية القادرة على القتل والتدمير …. هل شاهدتم فيلم ( البرئ ) لأحمد زكي ؟ … جاءوا به من قريته البعيدة في الصعيد .. ألبسوه الزي العسكري ودربوه على حراسة وضرب الأعداء .. قالوا له إنهم أعداء..وهؤلاء الأعداء كانوا أعظم عقول البلد من الكتاب والمثقفين والسياسيين … قتل أحدهم فتمت ترقيته ، وأستمر في إعتقاده الذي غرسوه فيه أثناء التصنيع… إنهم أعداء وسيقتل ألف عقل وعقل مادام السادة يقولون أنهم أعداء .. لأنه ومنذ خلق الإنسان والذين كل ميزاتهم في الحياة على أكتافهم لا يطيقون أولئك الذين ميزاتهم في الحياة داخل رؤوسهم … السلاح قد يكون مدفعا رشاشا .. قد يكون خنجرا مسموما .. قد يكون جنديا لا يرى في طلاب العلم إلا أعداء … قد يكون كادرا متعصبا لدين أو لحزب أقنعوه إن الآخرين لا يستحقون الحياة .. لهذا وفي أي زمن من الأزمنة حمل تجار الأسلحة إسما فريدا لم يجاريهم فيه أحد .. إسم تجار الموت .. ليس للسلاح ذنب ولن يحاسبه أحد .. الذنب كل الذنب على من صنعه .. وعلى من ضغط الزناد

الكاتب الساخر : د.حامد موسى بشير

Exit mobile version