حوالي (954) عاملاً ظلّوا عالقين بعد أن رفضوا التقاعد المبكر وطالبوا بالاستمرار في العمل وجرت محاولات عديدة لحل المشكلة قادها اتحاد العمال.. لكن القضية لم تراوح مكانها وأخيراً تقدم اتحاد العمال والسلطة بمقترح لتسكين بعض المتضررين بالشركات الخاصة إلاّ أنهم رفضوا الاذعان لشرط تقديم طلب للتقاعد المبكر حسب ما قاله الناطق الرسمي باسم العالقين خالد محمد إبراهيم في حواره مع (الوطن)، مؤكداً استمرار الاعتصام من داخل مباني الاتحاد العام لنقابات عمال السودان فإلى مضابط الحوار:
٭ متى بدأت المشكلة ؟
– الاشكالية بدأت بعد صدور القرار الخاص من منظمة الطيران المدني (الايكاو) في العام 2006م لسلطة الطيران المدني بضرورة فصل الجسم الرقابي عن التشغيلي وبموجب هذا الأمر صدر قرار وزاري في العام 2007م بالتنفيذ وبعدها في العام 2010م تمت إجازة قانون العمل بالطيران المدني وبعد إجازته كان من المفترض تسريح كل العاملين بالطيران المدني وإعادة تعيينهم حسب الهيكل الجديد.. ولكن ذلك لم يحدث حيث لجأ مدير الطيران المدني في ذلك الوقت المهندس محمد عبد العزيز لبرنامج التقاعد المبكر وكان العدد المستهدف 1900 عامل (تقاعد مبكر وتسريح ) .
٭٭ كم عدد الذين تقدموا للتقاعد المبكر ؟
– كانوا أكثر من (2,300) أي أكبر من العدد المطلوب.. ولكن المدير العام لم يكتفِ بذلك ومازال يسعى لتشريد المزيد من العاملين، وبما أن البرنامج كان تقاعد مبكر وتحول الى إجباري (خصخصة) لذا نجم من تلك الافرازات ظهور (954) عاملاً لم يسكنوا في الخدمة بمختلف درجاتهم ووظائفهم .
٭٭ ماذا فعلت الإدارة ؟
– في مطلع شهر يونيو من العام 2013م أصدر مدير سلطة الطيران المدني قرار بالرقم (50) منح بموجبه إجازة مفتوحة للعالقين الـ(954) عاملاً لحين توفيق أعمالهم بالتقاعد المبكر أو الغاء الوظيفة علماً بأن البرنامج لم يكن فيه الغاء وظيفة وبعد القرار سعى العمال العالقين للبحث عن حقوقهم ولم يجدوا أُذناً صاغية، وحسب قانون تنظيم الطيران المدني المجاز من البرلمان في العام 2010م فإن أي شخص لم يتم استيعابه في سلطة أو شركة يسكن في سلطة الطيران المدني.. ولكن للأسف مدير سلطة الطيران المدني قال بأننا مجرد ضيوف عنده، في الوقت الذي أكدّ فية مدير الشركة القابضة أنه ليس لديه أية مسوؤلية إدارية أو مالية تجاهنا وإذا كان لدينا أية مطالب يجب أن نتوجه بها لمدير السلطة أو اتحاد العمال أو النقابة الفرعية لعمال الطيران المدني.
٭٭ هل اتصلتم بنقابة عمال الطيران ؟
– النقابة الخاصة بعمال الطيران المدني أصلاً غير موجودة في الساحة وهي كانت تمثلنا في الهيئة العامة للطيران المدني، والآن هنالك سلطة الطيران المدني حيث تمّ استيعاب جزء من النقابين في السلطة وشركة المطارات وتبقى عدد منهم في الاقاليم وهم الآن يسعون لحل المشكلة بين منظومة العالقين، ولذلك لجأنا الى الاتحاد العام لنقابات العمال وتمّ اجتماع بين مدير هيئة الطيران المدني واتحاد العمال طرحت فيه كل المشاكل واقترح مدير الشركة القابضة تعيين واحد وعشرين موظفاً منتدبين من وزارة المالية يحق لهم الخيار في التقديم للتقاعد المبكر الاختياري أو إرجاعهم للوزارة على أن يتم تسكين (523) عاملاً في كل من شركة المقاولات والتشييد وشركة الأمن شريطة التقديم للتقاعد المبكر وبعدها يتم استيعابهم في الشركات الخاصة في حين أن (200) من العاملين لن يتم تسكينهم في هذه الشركات (يعني ما عاوزنهم ) .
عرض علينا اتحاد العمال هذه المقترحات فرفضناها وطالبنا بتسكين الجميع في سلطة الطيران المدني حسب قرار مجلس الوزراء( 216) وقواعدنا كلها رفضت هذا الأمر وطالبت بالتسكين الكامل لعدد (954).
٭٭ لماذا رفضتم العمل في الشركات الخاصة ؟
– هنالك شرط في التقديم للتقاعد المبكر والغاء الوظيفة وهذا يشكل عائقاً بالنسبة لنا لذلك أصرينا على التوظيف بسلطة الطيران المدني وحتى إذا وافقنا على العمل بالشركات وقدمنا تنازلاً للتقاعد المبكر لا توجد ضمانات لتسكيننا في الوظائف .
٭٭ ماذا عن صندوق التقاعد الذي طرحه المدير العام؟
– زملاؤنا الذين سبقونا بالتقاعد هم الآن في حالة يرثى لها، حيث أن التقاعد المبكر يفقد الموظف 20% من المعاش في حالة اكماله الــ( 20) عاماً بعد أن يصل سن الـــ(50) كما أن المعاش نفسه غير مورث ولذلك على المستفيد أن يثبت كل عام أنه على قيد الحياة.
٭٭ الآن بعد أن أصبحتم خارج الخدمة من أين تعيشون ؟
– حسب القرار (50) نحن نأخذ مرتب فقط بعد أن اسقطتت عنّا كل المستحقات الباقية ودخلنا في حوار بواسطة اتحاد العمال مع مدير الطيران المدني لتطبيق شروط وامتيازات العام 2012م في العام 2013م.. لكن المدير العام لا يطبق الحوافز واكتفى بالمرتب وبدل وجبة وهي الآن لم تصرف بعد.
٭٭ ولكن هنالك بعض العالقين من العمال لازالوا يعملون في المطارات ؟
– نعم هناك أُناس يعملون في مطار الفاشر وبورتسودان وبعض المطارات الولائية يسيرون العمل بنسبة 80 % ويشاركون معنا أيضاً في الاعتصام من على البعد بعد أن رفضنا حضورهم حتى لا يشل العمل في المطارات الخارجية، والعاملون بالطيران المدني لهم انجازات كبيرة فقد شيدوا مطارات دنقلا والفاشر والجنينة وكادقلي والدمازين بجانب الصالة الرئاسية بمطار الخرطوم ومطار بليلة وهجليج وكنانة .
٭٭ إذا لم تستجب السلطات لمطالبكم ؟
– سنظل معتصمين حتى تتحقق مطالبنا.
٭٭ سمعنا أن هناك إضراباً عن الطعام ؟
– كل الخيارات أمامنا مفتوحة .
حوار :الفاضل إبراهيم: صحيفة الوطن
[/JUSTIFY]