ضابط شرطة سابق : السخرية من الشرطة السودانية

الشرطة السودانية عمرها يفوق المائة عام ولا خلاف علي عراقتها الا أن تصبح الشرطة مكان للسخرية علي المستوي المحلي و الدولي و خصوصاً العربي فهو أمر جلل و عظيم و نقطة يجب الوقوف عندها طويلاً.
جميع الشركات المحلية التي تعمل في مجال تكنولوجيا المعلومات و الاتصالات تعلم علم اليقين ضعف الكادر البشري العامل في مجال تقانة المعلومات و الاتصالات بالشرطة و أن 95% منهم أو يذيد غير متخصصين و ليس لديهم أدني مستوي من الكفاءة يمكنهم من العمل في هذا المجال الحساس و الخطر الذي يمكن أن يقود لمشاكل و خسائر لا يعلمها الا الله وحده. من هنا ترسخت الفكرة لدي هذه الشركات بأن الكادري الفني بالشرطة يسهل اقناعه بأي منتج واي تكنولوجيا بغض النظر كفاءة هذا المنتج أو امكانية الاستفادة من هذه التكنولوجيا و الدليل القاطع علي هذا فشل جميع المشاريع التقنية فشلاً زرعياً من مشروع شبكة اتصالات التترا وحتي مشروع الرادار مما كلف الشرطة ملايين الدولارات و السبب الرئيسي هو الكادر الفني الغير مؤهل و غير متخصص ومن هنا انتقلت هذه المعلومات للشركات الخارجية التي تتعامل من هذا المنطلق أذا جمعها اي تعامل مع الشرطة السودانية و الدليل علي ذلك الحوار الذي دار بمعرض جيتكس لتكنولوجيا المعلومات بمدينة دبي بين عدد من مدارء الشركات السودانية العاملة في هذا المجال و عدد من الاجانب المتخصصين وبعض الأخوة العرب حول الانظمة التكنولوجية المستخدمة في المجالات الشرطية و الأمنية وهنا بادر أحد الاجانب متهكما و ساخراً من فشل مشروع اتصالات التترا بالشرطة السودانية و كيف أن جميع الشركات العالمية المتخصصة في هذا المجال لها فكرة كاملة عن فشل هذا المشروع حيث أصبح مرجع ثابت و قد عزاء هذا الفشل علي ضعف الكادر البشري العامل في هذا المشروع كما تطرق النقاش لعدة مشروعات أخري أصابها الفشل الذي أصاب مشروع التترا و قد سرد أحد مدراء الشركات السودانية بعض المواقف لهم مع عدد من منسوبي الشرطة الذين يقفون علي هذه المشروعات و مدي قلة خبرتهم و عدم كفاءتهم و عدم المامهم بابجديات العمل في مجال تكنولوجيا المعلومات و الاتصالات مما سهل عليهم كثيرا ً في عملية الترويج للانظمة التقنية التي هم وكلاء لها لدي تلك الشركات الاجنبية و للأسف الشديد دار كل هذا الحديث في وجود عدد من الأجانب و الاخوة العرب حتي أنه ذكر أن كبار قادة الشرطة السودانية يرون كل من يحمل جهاز لاب توب مهندس و ينادون عليه بلقب يا باشمهندس مما يعتبر سخرية علي مستوي عالمي من هذه المؤسسة العريقة الراسخة دون أن يعلم أحد أني قد كنت في يوم من الايام جندي من جنود تلك المؤسسة ولو لفترة قصيرة جداً الا أنني لم أدافع عنها لسبب بسيط هو أن كل ما تفوهوا به هو حقيقة ماثلة لا يمكن انكرها لكل من له صلة بهذه المؤسسة او ليس له صلة بها .
ما حداني لكتابة هذه الكلمات وتقديم هذه القضة كقضية للنقاش هو أنني قد اطلعت علي بعض القوانيين الخاصة بتنظيم مهنة الهندسة بالسودان وهو قانون المجلس الهندسي السوداني و الصدفة وحدها قد رمت في يدي قانون ولوائح الشرطة السودانية التي أعضضت من قانون تنطيم مهنة الهندسة و من هنا أناشد كل المسئولين و الحادبين علي سمعة و شرف الشرطة السودانية وحتي لا تصاب الشرطة في أعز ما تملك وهو الكادر البشري المتمثل في الجنود و الضباط الشرفاء أن يولوا هذا الموضوع اهتمام كبير جداً و ذلك بحصر الكادر البشري العامل في مجال تكنولوجيا المعلومات و الاتصالات و حسب تخصاصتهم و المجالات التي يمكن الاستفادة منهم فيها بصورة علمية و توزيعهم حسب تخصصاتهم العلمية و كفاءتهم و خبراتهم وفقاً لقوانين و اللوائح المخصصة لتنظيم المهنة حتي لا تضيع ملايين الدولارات في مشاريع ليست ذات جدوي . كما أتمني من المسؤلين و القائمين علي الأمر أن لا يستهينوا بهذه القضية و أن لا يستصغرونها في هي تنم عن خطر عظيم و خسائر مادية ضحمة كما أن الاهتمام بها و اعطائها حقها من الاهتمام و ذلك بتطبيق قوانيين تنظيم المهنة ورفع كفاءة العاملين في هذا المجال كل في مجال تخصصه خصوصاً و ان العالم يتجه نحو التخصصية البحتة و حتي لا تكون الشرطة السودانية محلاً للسخرية في كوادرها البشرية وهي واجهه سيادية من واجهات هذا البلد الطيب الذي نكن له كل الحب و التقدير .
ولله من وراء القصد
ضابط شرطة سابق
دولة قطر – الدوحة
Exit mobile version