محي الدين تيتاوي : ما نريد من الحكومة الجديدة !!

[JUSTIFY]قلت بالأمس إن حكومة الشباب عليها مطلوبات كثيرة في خدمة الشعب وبانتظارها واجبات ضخمة ينبغي عليها إنجازها في تحقيق الوفرة والرفاهية وإخراج الاقتصاد السوداني من الوحدة التي سقط فيها، وهذه الحكومة الشابة مطلوب منها عدم إلغاء الخطوات التي تحققت خلال السنوات الماضية، فالذين سبقوها كانوا أيضاً شباباً واكتسبوا خبرات وأنجزوا الكثير صمتاً، منهم من سهر الليالي وحقق الكثير من الإنجازات ومنهم من جاب البلاد طولاً وعرضاً، وابتكر من الوسائل والأساليب ما أدي إلى انتقال بلادنا من المربع الأول إلى الخامس، ولكن كلها كانت اجتهادات بشر، وقدرات وطاقات بشر واجتهادات قابلة للإخفاق والخطأ والصواب، وبلادنا الآن ليست في المربع الأول من التقدم والتنمية وهناك خطوات كبيرة مشيناها وصرنا رغم العراقيل من أهل المربعات المتقدمة.

في الماضي كنا نعجز أن نجري اتصالاً هاتفياً بين المدن الثلاث الخرطوم وأمدرمان والخرطوم بحري، وكما نفضل أن نصرف جالون بنزين بدلاً من محاولات بائسة أملاً في الحصول على محادثة هاتفية واليوم السودان من أفضل دول العالم في الاتصالات، في الماضي لم يكن لنا سوى طريق واحد يربطنا بالبحر الأحمر واليوم لنا شبكة طرق ما بين العاصمة وكل مدن البلاد شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً، في عهد الفريق عبود أنشئ جسر أمدرمان الخرطوم بحري (كبري شمبات)، وفي عهد النميري أنشئ شارع مدني القضارف بورتسودان، واليوم يمكننا أن نقول إننا في عصر الكباري والطرق والاتصالات والمواصلات والطاقة، بقيام سد مروي ومد شبكة الكهرباء في كل الاتجاهات.

إذن لم يتبق الا أمر واحد وبند وحيد إذا حققته هذه الحكومة مجتمعة، فلا نريد منها المزيد إلا وهو تحقيق الإنتاج الزراعي الذي سوف يحرر رقابنا من أسر المستعمر الذي يسعي لقتلنا خنقاً من ثغرة القمح، فالقمح اليوم صار سلعة استعمارية تقاد بها الشعوب والحكومات، وتغتال بها إرادة الشعوب وتركع عليها الحكومة الضعيفة، ونحن أمة عرفت زراعة القمح والتفاعل معه منذ أكثر من عشرة آلاف سنة نريد أن نعيد القمح إلى موطنه ونكتفي ذاتياً، ونمد الشعوب من حولنا بالغذاء، وعلى الوزراء الذين غادروا الكراسي أن يبقوا إلى جانب الوزراء الجدد وان يقدموا لهم النصح والخبرات لأن خدمة الوطن ليست مرتبطة بالكراسي أو الوظائف، وخدمة الوطن يجب إن تكون من أي مكان وموقع.

وهكذا يمكن أن تتواصل المسيرة ويمكن أن يكتسب هؤلاء الشباب الخبرات بسرعة وأن ينجحوا سريعاً في الانطلاق بنا إلى مساحات التنمية والتقدم.

صحيفة اليوم التالي
ع.ش

[/JUSTIFY]
Exit mobile version