وأشار كودي الى أن هناك معسكرات معروفة بهذه المثابة فى ولاية الوحدة بدولة جنوب السودان مثل معسكر (بيدا). وعلل كودي لجوء الجبهة الثورية الى تجنيد الأطفال هذه الأيام على وجه الخصوص بأن الثورية تلقت فى الآونة الأخيرة هزائم وضربات متلاحقة من قبل الجيش السوداني الأمر الذي افقدها الكثير من قواتها وأفرادها فإضطرت تحت ضغط الحاجة والظروف التى تعيشها للجوء الى تجنيد الأطفال.
ويشير رئيس الحركة الشعبية الى أن الثورية تخادع أسر الأطفال الضحايا بشتى الأكاذيب والحيل، إذ أنها تزعم أنها بصدد الدفع بهؤلاء الأطفال الى التعليم والمدارس فى دولة جنوب السودان وهي أمور تجتذب هؤلاء الأطفال وأسرهم.
والواقع إن هذه القضية ذات الصفة العاجلة ينبغي أن تستلفت انتباه المجتمع الدولي وخاصة منظمات الطفولة وبعض المنظمات الأجنبية الكثيرة الحديث عن حقوق الإنسان والأطفال إذ من الواضح أن الجبهة الثورية التى هي فى الأصل لا تملك جنود مقاتلين وحتى لو كان تملكهم فقد فقدتهم فى معارك أبو كرشولا وأبو زبد و أم روابة وغيرها ومن الطبيعي أن تلجأ للأطفال فى مثل هذه الحالات كما فعلت من قبل حركة العدل والمساواة حين هاجمت مدينة أم درمان فى العاشر من مايو 2008 وجاء فى سياراتها عدد مهول من الأطفال الإيفاع الذين جرى خداعهم بالمال لأداء مهمة مستحيلة!
وبالطبع حديث الفريق كودي هنا قائم على حقائق ومعلومات على الأرض، فعوضاً عن أنّ الرجل من أهل منطقة جنوب كردفان وأدرى بما فيها وبشعابها فإن الفريق كودي على علم وخبرة بالطريقة التى يعمل بها المسلحين والمتمردين بصورة عامة، فقد عمل الرجل فى هذا المجال لسنوات على أيام قتال الحركة الشعبية الطويل ضد الخرطوم، وكان ضمن مقاتلي الحركة الشعبية، وهذا يعني أن للرجل معلوماته المؤكدة.
ومن الجانب الآخر فإن تجنيد الأطفال هو أيضاً (حرب) من نوع آخر تشنها الجبهة الثورية ضد السودان وذلك عبر غرس نزعة الحرب فى نفوس الأطفال الإيفاع الصغار حتى تظل جذوة الميل الى القتال متقدة فى نفوسهم لتظل كذلك حتى ولو انتهت الحرب أو هزمت الجبهة الثورية!
وعلى كل تظل قضية تجنيد الأطفال من القضايا العاجلة والملحة إذا كان المجتمع الدولي حريص على الطفولة وفقاً لما ظل يقوله !
سودان سفاري
ع.ش