جسر عبور من الفقر إلى الثراء سمسم القضارف الـ(زيو) مافي

[JUSTIFY]تغيرت الدوافع الاجتماعية لزراعة محصول السمسم من السعي لتحقيق عائد سريع لتغطية احتياجات الاعياد والمناسبات الاجتماعية في السابق، إلى اهداف اقتصادية استثمارية تستهدف الحصول على الدولار، هذه التطور الذي طرأ مسنوداً بحيثيات كثيرة جعلت السمسم يقف في ترتيب متقدم بقائمة الصادرات الوطنية. وبرز السمسم كمحصول صادر نقدي جيد وحقق نجاحات مقدرة في دعم الاقتصاد وإحداث تحول اجتماعي ايجابي وسط معظم منتجيه خلال الفترة الاخيرة. (السوداني) تناولت بعض تفاصيل هذه التغير الاجتماعي والاقتصادي.
تغير الحال
اشتهرت ولاية القضارف منذ القدم بزراعة وانتاج أنواع مميزة من السمسم الذي يمثل محصولاً اقتصادياً واجتماعياً مهماً درجة التغني به (سمسم القضارف الزول صغير ما عارف)، أغنية مشهورة وليس هناك من لم يرخ لها أذنيه طرباً.
وتشهد القضارف حالياً بداية فعاليات الحصاد التي انطلقت في منتصف اكتوبر المنصرم وهي عادة ما تستمر لفترة شهر، ولكن هذه الفعاليات تغير مشهدها الشعبي البسيط القديم إلى صفقات تجارية تجلب الدولار (الحار)، وإن قلتم كيف فهذا هو نائب رئيس اتحاد مزارعي ولاية الضارف عبد المجيد علي التوم يقول لـ(السوداني) إن عمليات حصاد السمسم بدأت منذ ايام قلائل لمساحات تعد أقل من العام المنصرم بسبب تأخر هطول الامطار عند مطلع هذه الموسم، مضيفا أن الدوافع الاجتماعية لزراعة السمسم تغيرت باعتبارها كانت تستهدف تلبية احتياجات الاعياد والمناسبات الاجتماعية لمعظم صغار المنتجين، وذلك للاستفادة من العائد السريع للمنتج الذي كان يصادف موسم الاعياد، لكن الآن الحصاد لم يعد يصادف الأعياد لاسباب ربما منها التغير المناخي على بداية موسم الخريف في البلاد والذي صار يختلف من عام إلى آخر (بقي ما بحضر حاجة الاعياد ومرق من العيدية ومناسبات الزواج) وأيضاً اختفت النكهة الشعبية له خاصة لدى معظم صغار المزارعين، كما أن اهداف زراعة السمسم تغيرت من إعاشية واجتماعية إلى اقتصادية استثمارية واعتبر محصول نقدي لصادر، ثم توسعت المساحات المزروعة وطريقة الانتاج من التقليدي إلى استخدام التقانات الحديثة، مشيراً إلى أن المحصول حقق فوائد مقدرة أبرزها احداث تغيير اجتماعي واقتصادي ملحوظ وسط معظم صغار المزارعين بتحويلهم إلى منتجين نقديين يتعاملون بالبيع والشراء في تجارة المحصول مستفيدين من مواصفات سمسم القضارف الـ(زيو مافي ).
(منتج دولاري)
واكد عضو اتحاد مزارعي القضارف حسن زروق لـ(السوداني) أن تصنيف السمسم صار درجة أولى ضمن المحصولات النقدية بالبلاد وهو يعتبر منتج (دولاري) مهم للمزارع والبلاد معاً، ويتم التعامل معه بمفهوم اقتصادي استثماري بحت يحقق عائدات مقدرة من العملات الصعبة، وقال إن المفهوم الشعبي التقليدي القديم لزراعة السمسم الذي كان يقتصر دافعه على زيادة المداخيل اختفى وحل محله فهم البحث عن الثروة.
وانعكست عائدات السمسم على الوضع الاقتصادي ايجاباً على موقف زراعته بتحويل المنتجين من تقليديين إلى محترفين يمتهنون الزراعة وفق عمل استثماري، وبالتالي صار الارتباط الاقتصادي قويا جداً من المفهوم الشعبي القديم، مضيفاً أن نتائج هذا التحول ظهرت في تغيير التركيبة الاجتماعية للمزراعين بتحقيق عائدات مادية أسهمت في رفاهيتهم وارتقت بطريقة عيشهم في السنوات الخمس المنصرمة على المستوى المحلي، وشجع على ذلك الزيادة المضطردة في اسعاره العالمية دعمت هذا التحول الكبير وسط معظم صغار المنتجين، مشيراً إلى أن محصول السمسم يحتاج حالياً إلى معالجة مشكلات (اليدوية) في زراعته خاصة الكديب والحصاد ثم تطوير طريقة السماد، متوقعاً أن يُحدث حل هذه المشكلات تحولا كبيرا في زراعة السمسم بالبلاد، اضافة إلى تحقيق عائدات مقدرة في هذا الموسم لان الاسعار العالمية للسمسم مشجعة.

تقرير : ابتهاج متوكل: صحيفة السوداني

[/JUSTIFY]
Exit mobile version