[JUSTIFY]
منتصف نهار أمس اكتظت البوابة الغربية للقصر بالإعلاميين لحضور مراسم أداء القسم لوزراء الحكومة الجديدة، وعلى الجانب الآخر كان حضور الوزراء الجدد في وقت مبكر، تبادلوا قبيل أداء القسم الحديث فيما بينهم. ورغم أن وصف حالة الوزراء ربما يكون قاسياً إلا أن كثيراً منهم بدت عليه علامات التوتر، وبعضاً من الخوف المتعلق بتلك المسؤولية الضخمة، بيد أن آخرين كانوا فرحين بالتكليف وبانت علامات السعادة على وجوههم. في الوقت الذي ظهر فيه الاضطراب على بعضهم رغم محاولاتهم إخفاء ذاك المشهد عن عيون الأقلام والكاميرات.
تأدية القسم
أدى القسم أمام الرئيس عمر البشير بالقصر الجمهوري أمس أولاً وزير رئاسة الجمهورية صلاح ونسي باعتباره من سيقدم الوزراء لاحقاً لتأدية القسم بحسب الترتيب. النائب الأول لرئيس الجمهورية الفريق أول بكري حسن صالح، ونائب الرئيس حسبو محمد عبد الرحمن، ومن ثم مساعد رئيس الجمهورية البروفيسور إبراهيم غندور، ومن ثم الوزراء الاتحاديون ووزراء الدولة الذين تمت تسميتهم لتولي الحقائب الوزارية المختلفة.
توجيهات الرئيس
وجه الرئيس البشير الوزراء الجدد بالعمل كفريق واحد، واستكمال النهضة الشاملة بالبلاد وتقديم الخدمات للمواطنين، ودعا الوزراء إلى تقديم مقترحاتهم بشأن العمل، وقال: «أبوابي مفتوحة لكم وأتقبل المشورة وكل المقترحات التي تقدمونها». وأكد البشير أن الوزراء المختارين يمثلون مجموعة كفاءات، وأبان أن بعض الأشخاص اعتذروا عن التكليف وهو مقدر لذلك.
حضور طه
كان النائب الأول لرئيس الجمهورية السابق علي عثمان محمد طه حضوراً يوم أمس بالقصر الجمهوري بمكتبه، وقابل طه عدداً من الوزراء ووزراء الدولة، ويبدو أن الحضور كان بغية التأكيد مرة أخرى على أن التغيير الذي تم تأدية قسمه أمام البشير بالقصر أمس، يأتي بتوافق تام بين قيادات الحزب والدولة دونما خلافات أو إقصاءات.
بدلة سفاري
أدى القسم إبراهيم محمود حامد للمرة الثانية عقب تسميته وزيراً للزراعة قادماً من وزارة الداخلية التي أدى القسم فيها، وبهذا يكون هو الوزير الوحيد من الوزراء القدامى الذي ينتقل لموقع آخر ويؤدي القسم للمرة الثانية، حيث أدى القسم وزير الدفاع ووزير الخارجية ووزير الرعاية سابقاً ولم يتم تغييرهم. في المقابل حضر وزير الدولة الجديد بالصناعة محمد أحمد عجب الله «ببدلة سفاري» خلافاً لكل الوزراء الذين حضروا لتأدية القسم ببدلة كاملة. فيما غاب وزير النفط مكاوي عن أداء القسم لوجوده خارج البلاد.
حسبو: الشعب موعود بتغيير
قال نائب الرئيس حسبو محمد عبد الرحمن إنهم يبشرون الشعب السوداني بتغيير يماثل التغيير الذي طرأ على التشكيل الحكومي. وذكر للصحافيين عقب أداء الوزراء للقسم أن المرحلة المقبلة ستشهد التركيز على المحور الاقتصادي، بجانب عملية السلام الاجتماعي والنزاعات الداخلية والحوار مع المتمردين، ولفت إلى أن الحكومة ستستمر في الحوار مع القوى السياسية حول الدستور والثوابت الوطنية، وطالب حسبو حاملي السلام بالانخراط في صف السلام، ووجه لهم الخطاب قائلاً: «السودان يسعنا جميعاً» ونوه إلى أن الشعب عانى كثيراً وقال: «الشعب صبر كثيراً وعانى وسنعمل على تحقيق طموحاته».
الجيش.. رفع التمام
فيما أكد وزير الدولة بالدفاع اللواء يحيى محمد خير أن الفترة المقبلة ستشهد انتصارات كبيرة للقوات المسلحة. وأضاف أن الوزارة ستعمل فريقاً مع الوزارات الأخرى بقية التنسيق.
وزير المالية.. أقوى التصريحات
من جانبه، وصف وزير المالية بدر الدين محمود المرحلة الاقتصادية التي تمر بها البلاد بالصعبة، وقال: «هناك تحديات ماثلة الآن يواجهها الاقتصاد، وتتطلب مجهوداً مضاعفاً ورؤية وتركيزاً كبيرين لإخراج الاقتصاد من دائرة الصعوبات»، مؤكداً أن المالية ستكون رفقاً بأحوال الناس، وأضاف قائلاً: «الشعب دفع ثمناً غالياً للإصلاح، وسنعمل على إكمال المشوار» وأردف: «هناك ضغوط معيشية هائلة حدثت في الآونة الأخيرة»، منوهاً أن الموازنة المقبلة لن تضع ضغطاً على المواطن، إنما على الحكومة بتقليل صرفها، لافتاً إلى أن المالية لن تفرق بين موالٍ للحكومة أو معارض في العمل الاقتصادي، مؤكداً الاستعانة بكل جهد وخبرة وقدرة لبناء الوطن، وذكر بدر الدين أن مهمة التكليف عسيرة، بيد أنه عاد وقال إنها ليست مستحلية. وأ ضاف أن الوزارة ستعمل في الفترة المقبلة على استغلال الإمكانيات المختلفة التي تحتاج لجهد ورفع الهمم حتى يعلي الناس الأهداف، وقال إن الجهد سيصوب إلى الإنتاج، مؤكداً أن الوزارة ستستمر في تطبيق البرنامج الاقتصادي، وأردف قائلاً: «رغم الصعوبات التي شهدتها الفترة الماضية إلا أننا سنعمل على تحقيق معدلات نمو إيجابية» وقال إن الموزانة المقبلة ستبنى بعيدة عن المواطن من أي ضغط، وسيكون الضغط على الحكومة أكثر بتقليل صرفها، منبهاً إلى أن الفترة المقبلة ستشهد وضع برنامج للمرحلة القادمة بعد 2014م، وغالباً ما يكون برنامجاً خماسياً لمدة خمس سنوات لاستكمال البرنامج الثلاثي الاقتصادي. تلك التصريحات التي أدلى بها وزير المالية للصحافيين عقب أداء القسم تعتبر بحسب الزملاء، من أقوى التصريحات وأكثرها وضوحاً للشارع السوداني الذي ينتظر حلاً اقتصادياً عاجلاً لمعيشته وأحواله.
ملفات ساخنة
وفي سياق متصل، قال وزير الدولة برئاسة الجمهورية الرشيد هارون إن الحكومة الجديدة أتت في زمن بالغ التعقيد، موجهاً دعوة لأهل دارفور لإكمال السلام. وأضاف: «جئنا في زمن بالغ التعقيد وسنبذل جهدنا في الملفات الساخنة، ونعلم أنها كثيرة خاصة ملف السلام والأمن»، منوهاً إلى العمل على إكمال السلام، داعياً القوى السياسية للاستعداد المبكر للانتخابات.
مرحلة مفصلية
وزير الدولة بالإعلام ياسر يوسف وصف في حديثه الأول للصحافيين بعد تأدية القسم، وصف المرحلة الراهنة بالمفصلية، وقال إن هناك رغبة كبيرة لدى الوزراء في تحمل المسؤولية، ولفت إلى أن الرئيس البشير وجه الوزراء باستكمال النهضة وتقديم الخدمات للمواطنين، مبيناً أن هناك تحديات اقتصادية وأمنية وسياسية، وقال: «هناك تحديات سنعبرها ونحن أكثر قوة وتوحداً، وسنعمل على استكمال البناء الوطني والوحدة».
حكومة كفاءات
وزير الثقافة الطيب حسن بدوي قال إن الرئيس البشير أشاد بالجهد الكبير في انتقاء المجموعة الكبيرة، وذكر أن المجموعة الوزارية الجديدة تمثل مجموعة كفاءات بالبلد. وقال إن هناك تكليفاً لبعض الأشخاص بتولي حقب وزارية اعتذر عنها البعض، وأن الرئيس قدر اعتذار هؤلاء الأشخاص، منوهاً إلى أن الرئيس طالب الوزراء بالعمل كفريق واحد. وقال لهم إن أبوابه مفتوحة ويتقبل المشورة ومقترحاتهم.
الوصول للنهضة التكنلوجية
وزيرة العلوم والاتصالات تهاني عبد الله ذكرت أن المرحلة الراهنة مهمة وتحتاج إلى تقديم المزيد في مجال الاتصالات، مؤكدة سعيها لتطبيق الحكومة الالكترونية لتكون واقعاً معاشاً.
صحيفة الإنتباهة
هيثم عثمان
ع.ش
[/JUSTIFY]