“سيد نفسك من أسيادك” نص محجوب شريف المغنى بصوت وردي الذي غنى لاستقلال السودان يدهشك برقم يجعلك أيضاً سيدا للعالم ولكن فقط من خلال عدد الوزراء الملقى على عاتقهم أمر إدارة شؤون (الزول).. ستون وزيراً بين وزير ووزير دولة يرافقهم نائبان وأربعة مساعدين يضاف لهم الرئيس وتكون المحصلة ثماني وستين مسؤولاً نطقت أسماءهم الإذاعات وحملت صورهم التلفزيونات ورسمت الصحف حروف أسمائهم.
عاد التشكيل الوزاري وبقي الكثيرون يبحثون فقط عن (الرشاقة) وعن إجابة عن السؤال المحوري: هل يحتاج السودان بموارده المعلومة لكل هذه الارقام من الوزراء وهل تحتمل ميزانيته المنهكة إنهاكا جديدا؟ قد لا تجد الإجابة هنا ولكنها قد تأتيك من مكان آخر هو أن الترتيبات السياسية والاجتماعية تتطلب مثل هذا النوع من المعادلات.
عدد الوزراء في الحكومة الأمريكية التي يبلغ حجم اقتصادها 16 تريليون دولار (أكبر اقتصاد في العالم) هو 15 وزيرا ويبلغ عدد الوزراء في اليابان التي يبلغ حجم اقتصادها 6 تريليون دولار (ثالث اقتصاد) 14 وزيرا أيضاً وينص دستورهم على أن أقصى عدد هو 17 وزيرا!!! ويبلغ عدد الوزراء في مصر التي يبلغ حجم اقتصادها ربع تريليون أو 250 مليار دولار (رقم 40 على العالم) 35 وزيراً.
وعندنا لا تسأل عن حجم الاقتصاد والتبادل بل اسأل عن حجم الأموال التي ستذهب لتسيير دولاب الحكومة بدلاً عن توظيفها لصالح دوران عجلة الانتاج.
فقط يمكنك من خلال عقد المقارنة بين السبعين والخمسة عشر أن تصل لحجم الاختلافات بيننا وأمريكا، الأمر في نهايته يؤكد على أن بيننا وأمريكا الفرق شاسع والبون كذلك، وأن خطوة ما بعد التشكيل ستكون هي نفسها خطوة ما قبله، فقط على المصور الرئاسي كمال عمر أن يزيد من حجم القدرة الاستعابية لعدسة كاميراته فربما يدخل في المرة القادمة الولاة ووزراؤهم.. عندها لن تتسع حدائق القصر وعلى الجميع ضرب خيمتهم في ميدان الخليفة لوداع الوزراء في الدولة السودانية.
صحيفة اليوم التالي
ع.ش